تقرير : ما وراء زيارة الخمسة أيام لـ “بن مبارك” في “المكلا”
الأحقاف نت / خاص / 14 إبريل 2024م
خلال زيارته المفاجئة لمدينةالمكلا، عاصمة محافظة حضرموت، والتي لم تتجاوز الخمسة أيام؛ نفذ رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحكومة، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور أحمد عوض بن مبارك؛ سلسلة نزولات ميدانية بأماكن متفرقة بالمدينة والمدن الرئيسية المجاورة لها، بعضها تم تداوله والحديث عنه بوسائل الإعلام الرسمية، بينما أحاط الغموض والريبة ببعضها.
ولعل هدف الزيارة المعلن؛ هو تدشين سلسلة زيارات رئيس الحكومة “بن مبارك” للمحافظات المحررة، والوقوف على بعض القضايا التي تخص حضرموت من خدمات واستحقاقات، إضافة لقضاء معاليه لإجازة عيد الفطر المبارك بمدينة المكلا، قريباً من المواطنين، وهو ما حاول إثباته خلال زيارته، عبر نزولاته الميدانية لشوارع وأحياء المدينة، وجلوسه على مقاهيها الشعبية، وحضوره لفعالياتها الجماهيرية المجتمعية، ولقاءه بالشباب المؤثر والشخصيات الاجتماعية والشخصيات الاعتبارية المعروفة، لكن كل ذلك أثر سخرية العديد من رواد منصات التواصل الاجتماعي، كون الزيارة تأتي في ظل تردي متفاقم للخدمات، وسوء الوضع الاقتصادي الذي أثر بشكل كبير على المستوى المعيشي للمواطنين، ووضع الكثير منهم تحت خط الفقر وسوء المعيشة.
مراقبون بالشأن المحلي؛ كانوا قد فسروا الزيارة المفاجئة لـ “بن مبارك” على أنها سعي منه لتحقيق بعض المصالح الشخصية الخاصة به، وبعض من أعضاء حكومته، واقتسام ما يمكن من استحواذات ومخططات عقارية ترافق بعض المشاريع المقامة في عاصمة المحافظة، ومنها مشروع المرحلة الثانية من خور المكلا السياحي، والأربعين قطعة أرض التابعة له، ومشروع خور ومحمية أمبيخة المرتقب، والطريق الدائري الجديد الملتف حول وسط مدينة المكلا، ومشروع كورنيش مدينة الشحر، وماتم إضافته له من مخططات عقارية استثمارية، حيث قام معاليه بتفقدها بنفسه، وبرفقة مدير عام مكتب أراضي وعقارات الدولة فرع ساحل حضرموت، عبدالله حسن بن علي الحاج، وقد تمت تغطيتها إعلامياً على استحياء، ونشرت بشكل متأخر جداً في المواقع الرسمية، وهو ذات ما قام به سلفه الدكتوى معين عبدالملك قبل تسليمه رئاسة الوزراء لـ “بن مبارك”.
كما سعى “بن مبارك” لتحقيق بعض الدعم المادي لحكومته وتعزيز برنامجها، وتعهداتها للمجتمع المحلي والدولي، وذلك من خلال لقائه ببعض الشحصيات المالية الحضرمية، برفقة وزير المالية في حكومته، سالم صالح بن بريك، مبيناً لهم دور الحكومة في توفير بيئة خصبة وسهلة لاستثماراتهم، محاولاً تغليب مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة لحضرموت التي تفتقر للاهتمام الحقيقي من الدولة، رغم أنها أكبر داعم لموازنة الدولة في الماضي والحاضر، ولها ثقل استراتيجي يتجسد في موقعها، وما بها من ثروات مخزونة.
زيارة بن مبارك المفاجئة؛ جاءت على ذات نمط نزولاته الميدانية التي قام بها مؤخراً في عدن، بعد توليه رئاسة الحكومة، وهو ما يؤله البعض إلى أن هذا النمط يعزز علاقة المسؤول بالشارع، في محاولة منه لتغطية العجز القائم على إيجاد حلول جذرية للمشكلات التي تغرق بها البلاد، كالتردي المستمر لخدمات المياه والكهرباء والطرق وغيرها من الخدمات الأساسية، وطريقة لإيهام المواطن البسيط بقرب المسؤول من معاناته، ومشاركته له في جميع مجريات الحياة اليومية، رغم اختلالها!
ومن الظاهر للعيان، والمسموع للجميع؛ أن تلك الزيارة لم تخرج بأية مخرجات فعلية وواقعية من شأنها وضع الحلول والمعالجات للمشكلات الاقتصادية والخدمية التي تعاني منها المحافظة، أو حتى الإعلان أو وعود بمشاريع جديدة قادمة تدير عجلة التنمية بالمحافظة، أو على الأقل تحسن المزاج العام للمواطن الذي فقد الأمل كلياً في الحكومات اليمنية المتوالية، كنتاج طبيعي لما مارسته من فساد مدقع، وبدون أي التفاته للمواطن وحياته المتردية.
ولعل ما يثير الريبة في زيارة “بن مبارك”؛ التفاف منتسبي حزب الإصلاح الإرهابي حوله، وتأييدهم لبرنامج الزيارة بقوة على منصات التواصل الاجتماعي، ودفاعهم عن “بن مبارك” في وجه بقية من انتقدوا زيارته وما جاءت به، كذلك حضورهم الملفت لما عقده من لقاءات شبابية، والتي نظمها له، وحشد لها، مستشار رئيس الوزراء للسياسات العامة المعين مؤخراً في مارس، الشاب الحضرمي جمال بن غانم، والذي كان أول ظهور له مع “بن مبارك” بالمملكة العربية السعودية، أثناء أداء مناسك العمرة.