تقرير: مجلس حضرموت الوطني.. عودة بلا رؤية.. لمشروع انتهى قبل أن يبدأ!!

الأحقاف نت/ خاص:

بعد أشهر من التخبط في أروقة الرياض وغرفها السياسية؛ يعود أعضاء الهيئة التأسيسية لمجلس حضرموت الوطني إلى حضرموت خاليي الوفاض، وعلى رأسهم مهندس المجلس المُكلف برسم معالمه، رئيس اللجنة التأسيسية، المهندس بدر باسلمه.

 

حيث لم يتمكن مؤسسيه من إيجاد قاعدة جماهيرية وشعبية له في الداخل أو الخارج، خصوصًا بعد أن تبرأ الحضارم من المكون المنسوب إليهم، مما جعل قائمة الهيئة التأسيسية له في تهاوٍ مستمر، وانسحابات دائمة، طالت أبرز الأسماء بتلك القائمة، وفي مقدمتهم وكيل أول محافظة حضرموت، رئيس حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، الشيخ عمرو بن حبريش العليي.

 

كما أن ضعف جمهور المجلس ومؤيديه، وتلك الانسحابات التي طالت أبرز الأسماء بهيئته التأسيسية؛ لم تكن وحدها أسباب الفشل المبكر للمجلس، بل ما اعتراه من تجويف في الرؤية والأهداف، وخلوه من وضوح الرسالة التي سيقدمها المجلس، كان كذلك من أسباب الفشل، وعزوف الحضارم عن قبول المجلس المصدر إليهم خارجيًا!

 

أضف إلى ذلك انتماء بعض الأشخاص الغير مرحب بهم سياسيًا واجتماعيًا إلى قائمة الهيئة التأسيسية، لما لهم من سجل انتهازي واضح خلال ممارستهم السياسية السابقة، وانتمائهم لحزب الإصلاح الإرهابي، الفاقد تمامًا للقبول والترحيب من قبل الحضارم خاصة والجنوبيين عامة، لما مثله ذلك الحزب خلال العهد السابق من كونه أداه سياسية وعسكرية فتكت بالجنوبيين خلال سنوات السيطرة الشمالية على الجنوب ومقدراته.

 

وبعد أن انتهت سنوات الربيع التي عاشوها في ظل سيطرة الشمال، وتبددت غيوم الممارسة السياسية ذات التوجه الواحد؛ خرج هؤلاء من قصورهم ومن فللهم بعد نفاذ ما جمعوه من أموال ملوثه، ليركبوا الموجة السياسية من جديد، ويحاولوا امتصاص ماتبقى من دماء المواطنين ونهب خيرات أرضهم!

 

ولعل أبرز ما بات جليًا من مخططات المجلس المكشوفه لدى الجميع؛ هو محاولة تفكيك النسيج المجتمعي لحضرموت، وحلحلة الأرض الثابتة التي تجمع الكثير من السياسيين الحضارم ضمن المكونات الجنوبية، ومن أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي جمع تحته الكثير من أبناء حضرموت، ساحلاً ووادي، مُشركًا إياهم في صناعة القرار ووحدة الحقوق والواجبات، أسوة ببقية النسيج المجتمعي الجنوبي في بقية المناطق الجنوبية، دون عنصرية أو تمييز.

 

كل هذا لم يُكسب مجلس حضرموت الوطني أي ترحيب داخليًا أو خارجيًا، ووضعهم في حرج كبير مع ممولهم وداعمهم، الذي يحاول جعل منهم مكون سياسي مسيطر، حتى يستطيع عبرهم تمرير بعض الأجندات السياسية الخاصة به، وهو ما أفسده سوء اختيارهم لأدوات المجلس المحلية، وافتقاره -أي المجلس- لوضوح الرؤية والطريق!

 

اليوم، وبعد أشهر من الشد والجذب الذي تمخض بمجلس غير مكتمل ومشوه المعالم؛ لم يعد المجلس أكثر من صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، واسم يوصف أنه لمشروع خارجي فاشل، انتهى قبل أن يبدأ!!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى