مجلس حضرموت الوطني : رغبةً حقيقة في انتزاع حقوق حضرموت .. أم أداة لخدمة الأطراف المناوأة للانتقالي الجنوبي؟!
الأحقاف نت / تقرير خاص / 6 ديسمبر 2023م
لماذا حضرموت؟! ولماذا في هذا التوقيت تحديدًا؟! وكيف ينظر الشارع الحضرمي إلى هذا الكيان السياسي الذي يدعي أنه تأسس من أجلهم ويحمل اسمهم؟! إليكم التفاصيل.
خصوصية حضرموت:
حضرموت لها خصوصيتها التاريخية حيث ورد ذكر اسمها في التوارة باسم ” حزرماوت ” كما ذكرت في القرآن الكريم باسم ” الأحقاف ” كما أن حضرموت لم تكن عضوًا في اتحاد الجنوب العربي الذي تأسس في عام “1959م”، ولكن بعد الاستقلال من الاحتلال البريطاني في ال30 من نوفمبر سنة ” 1967م ” أصبحت من ضمن محافظات اليمن الجنوبي الست، وأعتلى بعض أبناءها أرفع المناصب الحكومية في الدولة الجنوبية كعلي سالم البيض وحيدر أبو بكر العطاس وصالح منصر السيليي وصالح أبو بكر بن حسينون، وتمتع الحضارمة بالحقوق التي كفلتها الدولة لمواطنيها مثل مجانية التعليم والعلاج وحق الحصول على الوظيفة الحكومية.
ولكن بعد الوحدة بين الدولتين سنة ” 1990م” وبعد تدشين النفط في حقل المسيلة النفطي أهم الحقول النفطية في اليمن، والذي بلغ طاقته الإنتاجية السنوية مثلًا في عام 2006م إلى حوالي 51.7 مليون برميل أي ما يمثل بمفرده 39% من إجمالي الإنتاج النفطي اليمني، بيد أن الانتاج النفطي لم ينعكس على الحضارمة بل تدهورت الأحوال المعيشة لهم، وخابت ظنونهم فقد ظلوا لسنواتٍ طويلة يغنون يا حضرموت أفرحي بترولنا بايجي والفقر ولى وراح، الأمر الذي جعله في لحضارمة غصة بالقلب ورغبةً في انتزاع الحقوق.
وحضرموت ليس حساسة لتاريخيها وثرواتها النفطية فحسب، بل أيضًا لجعرافيتها حيث تشكل 36% من مساحة اليمن وتقدر مساحتها بحوالي 193،032 كم2، وتطل على البحر العربي بشريطٍ ساحلي يقدر ب” 350 ” كيلو، وتحدها المملكة العربية السعودية شمالًا وتتشارك حضرموت معها منفذ الوديعة الحيوي ، إضافة إلى ثرواتها المعدنية كالذهب والرمال السوداء والثروة السمكية الهائلة.
أعضاء المجلس:
بعد غيابٍ عن الأنظار دام لحوالي خمسة أشهر تقريبًا أعلن من الرياض في ال 28 من نوفمبر الماضي عن تشكيل هيئة رئاسة مجلس حضرموت الوطني، وتكونت الهيئة من ” 23 ” عضوًا يمثلون أطياف المجتمع الحضرمي حسب وصف الإعلان.
وضمت الهيئة شخصيات سياسية وأكاديمية وقبلية ومن السلطة المحلية كان المهندس أمين بارزيق وكيل محافظة حضرموت للشؤون الفنية، واحتوت القائمة على امراتين وهما الدكتورة نشوى سعيد السومحي وفاطمة عمر بلعجم.
ولكن سرعان ما أعلن الشيخ عمرو بن حبريش وكيل أول محافظة حضرموت رئيس حلف حضرموت، انسحابه من هيئة رئاسة مجلس حضرموت الوطني ، معلنًا في تغريدةٍ له على منصة x : ” طالعنا الإعلان عنه في مواقع التواصل الاجتماعي”، أي ما يعني أنه لم يعلم بعضويته في المجلس الحضرمي إلا من وسائل التواصل الاجتماعي!
الأمر الذي وضع تساؤلًا هامًا:
هل تم التنسيق والتواصل مع كافة الشخصيات المكونة لهيئة رئاسة مجلس حضرموت الوطني ، أمّ تم اختيارتها دون موافقتها؟!
ومؤخرًا يقال أيضًا إن الدكتور المهندس عمر محمد الحيقي أعتذر عن قبول عضويته في مجلس حضرموت الوطني.
أداة للمناوئين القضية الجنوبية:
ينظر الكثير من الناس في الشارع الحضرمي إلى مجلس حضرموت الوطني بنوعٍ من الريبة وخفض سقف التوقعات وعدم اللامبالاة، ويرى كثيرون أن مجلس حضرموت الوطني ما هو إلا أداة لخدمة مصالح الجهات الباغضة للانتقالي وللمشروع الجنوبي والتي لا يصب هذا الهدف في مصالحها ، وأن الغرض من أنشأه هو توجيه طعنة في حلم استعادة الدولة الجنوبية لمَِ تحمله حضرموت من أهميةٍ كبيرة، وليس لانتزاع حقوق حضرموت واعطاها وضعية مميزة أو حتى لفصلها عن الجنوب والشمال، إنما هم مجرد تابعين للأطراف التي تريد بقاء الوحدة.
ويسنتد أصحاب وجهه النظر هذه على عدة دلائل منها ما يعود لإشهار الهيئة التأسيسية وظهر في خبر الإشهار الدكتور عبد القادر بايزيد يتوسط شعار المجلس من الجانب الأيمن والعلم اليمني في الجانب الأيسر!
وكذا ” احتضان رئيس الجمهورية رشاد العليمي للمجلس ” على حد وصف الدكتور بايزيد، وزيارة مسؤولين ” شماليين ” لإعضاء المجلس مثل رئيس الوزراء معين عبد الملك.
وبعض الشبهات حوله تعود إلى نواته الأولى حيث بدأت مشاورات تأسيسه في مايو الماضي وهي الفترة التي زار فيها عيدورس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مدينة المكلا عاصمة حضرموت مع الوفد الانتقالي المرافق له، ولم تمض على زيارته شهر حتى أعلن في يونيو الماضي تشكيل المجلس الوطني الحضرمي.
يذكر بأن حيدر العطاس مستشار رئيس الجمهورية حاليًا قد ذكر في يوليو الماضي: ” إن حزب الإصلاح التابع للإخوان المسلمين يسيطر ويهيمن على مجلس حضرموت الوطني “.
تجارب سابقة لحضرموت:
مجلس حضرموت الوطني ليس الأول من نوعه الذي يتكون بصبغةٍ حضرمية ومن أجل انتزاع حقوق حضرموت وجعلها بمكانةٍ مميزة بعيدًا عن هينمة المركز ، ولكن كل التجارب باءت بالفشل ولم يستفد منها المواطن الحضرمي.
فقبل عقدٍ وتحديدًا في سنة نوفمبر 2013م قامت ” الهبة الحضرمية الأولى ” عقب اغتيال الشيخ سعد بن حبريش مؤسس حلف قبائل حضرموت في نقطةٍ عسكرية بسيؤن، ودعت هذه الهبة إلى الكثير من مطالب الحضرمية، وحظيت بدعمٍ جنوبي قوي وكذلك كان أبرز شهدائها الناشط في الحراك الجنوبي عمر بازنبور، بيد أنه لم يستفد منها إلا عدة أشخاص على رأسهم الشيخ عمرو بن حبريش والذي تحصل من الدولة على أموالٍ وأسلحةٍ وشاصات وأظهرته للساحة السياسية الحضرمية.
وبعدها بثلاث سنوات في العام “2016م” تأسس مؤتمر حضرموت الجامع بعضوية أكثر من 300 شخصية من مختلف الأطياف الحضرمية، وحظي بتغطيةٍ إعلاميةٍ كبيرة، وكانت من أهدافه المعلنة ضمان مستقبل تسوده العدالة الاجتماعية والرخاء الاقتصادي.
ولكنه لم يحقق الأمنيات المرجوة منه، وترجع تأثيرة السياسي كثيرًا، واستقال أو انسحب أو تراجع منه شخصيات عديدة.
وفي أواخر سنة 2021م انطلقت ” الهبة الشعبية الحضرمية الثانية ” بقيادة الشيخ حسن الجابري والشيخ صلاح بن حريز، ورفعت شعار “يا عز يا عزاء” وطالبات بحقوقٍ عدة لحضرموت ، بيد أنها هي أيضًا سرعان ما خيبت الآمال، وتراجع الدعم الشعبي في حضرموت لها.