دراسة تحليلية لمركز الأحقاف للدراسات الأستراتيجية والإعلام عن واقع حضرموت بعد زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي

الأحقاف نت / دارسة خاصة / 20 يناير 2025م
اصدر مركز الأحقاف للدراسات الأستراتيجية والإعلام دراسة خاصة حول واقع حضرموت بعد زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي وما اهمبة الزيارة وهل استفادت حضرموت منها.
المقدمة
حضرموت، تلك الأرض الغنية بالتاريخ والثقافة، هي واحدة من أروع وأهم المناطق في شبه الجزيرة العربية. تقع في جنوب اليمن وتُعتبر واحدة من أكبر وأشهر محافظاتها. تشتهر حضرموت بجمال طبيعتها المتنوعة بين الصحراء والشواطئ الساحرة، كما تزخر بموروث حضاري يمتد لآلاف السنين. منذ العصور القديمة، كانت حضرموت مركزًا هامًا للتجارة والثقافة، فقد اشتهر أهلها بمهارتهم في التجارة البحرية واحترافهم للفنون والحرف اليدوية. ولا يزال التاريخ الحضرمي يلمع في معالمه، مثل مدينة “شبام” التي يُلقبها البعض بـ “مانهاتن الصحراء” بسبب مبانيها الطينية الشاهقة، وكذلك في حضارة “مملكة حضرموت” التي أسهمت في تشكيل جزء كبير من تاريخ اليمن القديم. فإن ثقافة حضرموت لا تقتصر على الماضي فحسب، بل هي حية ومتجددة، حيث يتمسك أهلها بتقاليدهم العريقة مثل الشعر الحضرمي والموسيقى التقليدية. ومن خلال هذا الثراء الثقافي والطبيعي، تظل حضرموت واحدة من أروع الوجهات التي تأسر القلوب والعقول، وتحتفظ بمكانتها كمهد للحضارات والإبداع.
تشكيل مجلس القيادة الرئاسي
بعد الشتات الذي حدث لليمن منذ عام 2011، وانقلاب المليشيات الحوثية على الحكومة، أصبحت هناك حاجة لتوحيد كل القوى المؤثرة في اليمن تحت إطار سلطة واحدة. أصدر الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي قرارًا جمهوريًا بتاريخ 7 أبريل 2022 بتشكيل مجلس قيادة رئاسي كجزء من الحل السياسي الشامل للحرب الأهلية اليمنية. كان الهدف الرئيسي من هذا الإعلان هو توحيد القوى السياسية والقبلية والاجتماعية والعسكرية والأمنية في اليمن تحت سلطة واحدة. تنازل الرئيس بموجب هذا القرار عن كامل صلاحياته الرئاسية وصلاحيات نائبه لصالح المجلس، الذي شُكل برئاسة الدكتور رشاد محمد العليمي وعضوية 7 أعضاء بدرجة نائب رئيس. يقوم المجلس بإدارة اليمن سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا طوال المرحلة الانتقالية.
زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى حضرموت
منذ توليه السلطة، قام رئيس مجلس القيادة الرئاسي في 24 يونيو 2023 بزيارة أولى لمحافظة حضرموت، التي تُعتبر الثانية بعد عدن. وصل الرئيس إلى مدينة المكلا برفقة رئيس مجلس الشورى وبعض المسؤولين والوزراء والمستشارين. جاءت هذه الزيارة لتفقد الأوضاع الخدمية والإنمائية في حضرموت ولمشاركة أبنائها أفراح عيد الأضحى المبارك. استمرت الزيارة لعدة أيام افتتح خلالها الرئيس بعض المشاريع الخدمية ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الأخرى. مع ذلك، لم تكن الزيارة حسب التوقعات، خاصة فيما يتعلق بإعادة تصدير النفط، الذي توقف بعد هجمات شنتها مليشيات الحوثي في عام 2022 على ميناء الضبة النفطي بحضرموت.
حضرموت بعد زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي
تصدرت حضرموت المشهد اليمني، حيث تشهد توترًا غير مسبوق عقب زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي. تعيش المحافظة حاليًا أجواء من التوتر، خاصة بعد تشكيل لجنة رئاسية أصدرها العليمي. فشلت هذه اللجنة في تحقيق أي تقدم ملموس بشأن المطالب التي رفعها أبناء المحافظة. وقد قوبل قرار تشكيل اللجنة برفض قاطع من حلف قبائل حضرموت، الذين اعتبروا الخطوة قفزًا على المطالب المشروعة للناس. في محاولة لامتصاص غضب الشارع الحضرمي، غادر الرئيس حضرموت وشكل لجنة رئاسية للنظر في مطالب أبنائها ورفع مقترحات لحلها وفقًا للقانون.
السياق
يبدو أن رقعة الصراع حول حضرموت بدأت تتسع، ولم تعد المشكلات التي تعاني منها المحافظة الغنية بالثروات الطبيعية مجرد حرمان خدمي أو مماحكات سياسية، بل تحولت إلى مصير غامض ينتظرها. فبعد سنوات من الاستقرار النسبي والنموذج المثالي الذي مثلته حضرموت مقارنةً بنظيراتها، أصبحت المحافظة ساحة صراع ليس فقط بين القوى اليمنية، بل حتى بين الأطراف الإقليمية التي تستخدم أدوات محلية للتجاذب والمواجهة.
الخاتمة
في الختام، يمكن القول إن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى حضرموت كانت نقطة تحول أدت إلى تصاعد التوترات السياسية في المحافظة. على الرغم من الأهداف المعلنة للزيارة التي زعمت السعي لتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، إلا أنها فشلت في تهدئة الأوضاع وزادت الاحتقان بين مختلف الأطراف السياسية والمجتمعية. عقب الزيارة، شهدت حضرموت احتجاجات واسعة، أبرزها في مدينة المكلا، حيث طالب المحتجون بتطبيق اللامركزية الحقيقية ومنح السلطة المحلية مزيدًا من الصلاحيات. كما تأمل الكثيرون في استئناف تصدير النفط الخام بعد توقفه نتيجة الهجمات الحوثية، لكن التوترات وتصاعد الاتهامات ضد الحكومة المركزية بعدم الاستجابة لمطالب المحافظة جعلت هذه الآمال تتلاشى، مما عمق الشكوك بين القوى المحلية والحكومة المركزية.
رابط الدراسة كاملا في الاسفل