تحليل موقف من “خطة التطبيع التي وضعها مجلس القيادة الرئاسي لحضرموت” يقدمها مركز الأحقاف للدراسات الاستراتيجية والإعلام
الأحقاف نت / تحليل موقف : خاص / 21 يناير 2025م
المقدمة
بعد قيام مليشيات الحوثي بشن هجمات في العام 2022 على ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت، تصدرت حضرموت المشهد السياسي اليمني وزاد التوتر السياسي في المحافظة، التي تتمتع باستقرار نسبي في قلب الأزمات المحيطة، تمثل نموذجًا فريدًا للصمود والأمل في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن. وعلى الرغم من النزاعات المستمرة في أجزاء واسعة من البلاد، استطاعت هذه الأرض العريقة أن تحافظ على حالة من الأمن النسبي بفضل التعاون المستمر بين الأطراف المحلية والإقليمية، وسعي أهلها الحثيث للمحافظة على السلم الدائم.
وتشهد توترًا غير مسبوق على خلفية زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، يوم 27 يوليو 2024 والوفد المرافق له بهدف تدشين إعادة تصدير النفط، وفق مصادر حكومية. قوبلت تلك الزيارة برفض شعبي، حيث عبّر أبناء حضرموت عن استيائهم الكبير، معتبرين أنها تمثل خلط الأوراق بزج المحافظة في مستنقع الفوضى بدلًا من الاهتمام بالأوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية.
أثارت الزيارة موجة غضب من قبل المجتمع الحضرمي الذي يرى أنها مجرد عقد صفقات مشبوهة لصالح الحوثي والقوى الأخرى، ولها أثرها على الواقع الخدمي الذي يعيشه الاقتصاد الوطني في موت سريري وأزمات متتالية دون تعافٍ، يتحمل تبعاتها المواطنون في محافظة حضرموت خاصة والجنوب عامة.
استقبل متظاهرون موكب العليمي في شوارع المكلا باحتجاجات رفعوا خلالها هتافات ناقدة لسياسات الشرعية، مطالبين رئيسها بمغادرة المحافظة. اعتبر المجلس الانتقالي بمحافظة حضرموت أن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي سياسية وهدفها الاستعراض فقط. أمهل حلف قبائل حضرموت الرئيس 48 ساعة لتنفيذ مطالب أعلن عنها، وفي مقدمتها الكهرباء. وعند انتهاء المهلة، أصدر حلف قبائل حضرموت قرارًا بإقامة نقاط قبلية في محيط الشركات النفطية وقرر إيقاف ديزل مصفاة شركة بترومسيلة.
السياق
وفي خطوة تصعيدية كبرى، طالب حلف قبائل حضرموت في 8 أكتوبر 2024 بالحكم الذاتي الكامل للمحافظة، مؤكدًا في بيان عقب اجتماع استثنائي لقياداته التمسك بحقوق ومطالب حضرموت المعلنة في بيان مؤتمر حضرموت الجامع الذي جرى في 31 يوليو، المرتبطة بالخدمات والشأن الإداري بالمحافظة.
بدوره، قام محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي يوم 28 أكتوبر 2024 بزيارة لمخيم الاعتصام في هضبة حضرموت، ناقش اللقاء عدة قضايا متعلقة بمطالب أبناء حضرموت المتمثلة في حصتهم من ثروة المحافظة وإشراكهم في السلطة والعملية السياسية في البلاد. أصدر المحافظ بن ماضي تكليفًا للشيخ عمر بن حبريش العليي، وكيل أول محافظة حضرموت ورئيس حلف قبائل حضرموت، بإدارة ملف مطالب أبناء حضرموت، إلا أن الأخير رفض هذا التكليف واعتبر السلطة شريكة في هذا الفساد.
موقف الأطراف الحضرمية من خطة التطبيع التي أعلنها مجلس القيادة الرئاسي
قام مجلس القيادة الرئاسي يوم 7 يناير 2025 بوضع خطة لتطبيع الأوضاع في محافظة حضرموت والاستجابة للمطالب المحقة لأبنائها ومكوناتها السياسية والمجتمعية، وتعزيز مكانتها الوازنة في المعادلة الوطنية وحضورها الفاعل في صنع القرار المحلي والمركزي.
وتضمن بيان التطبيع:
اعتماد عائدات بيع النفط الخام الموجود في خزانات الضبة والمسيلة لإنشاء محطتين كهربائيتين جديدتين في ساحل ووادي حضرموت.
-دعم وإسناد الجهود الرامية لتوحيد وحشد أبناء حضرموت ومكوناتهم كافة وتعزيز شراكتهم العادلة في هياكل الدولة وأي استحقاقات سياسية قادمة بما يتناسب مع مكانة حضرموت.
-استيعاب أبناء حضرموت في القوات المسلحة والأمن وفقًا للقانون ومعايير التجنيد المعتمدة.
-إنشاء مستشفى عام في الهضبة غيل بن يمين من عائدات قيمة الديزل المخزون في شركة بترومسيلة والوقوف على ادعاءات الفساد المنسوبة لشركة بترومسيلة.
-إدارة كافة العوائد المحلية والمركزية لصالح تنمية وإعمار المحافظة وفقًا لخطة تنموية مشتركة مع الحكومة ومجتمع المانحين الإقليميين والدوليين.
موقف الأطراف من التطبيع
الحكومة اليمنية
مجلس القيادة الرئاسي
أهاب مجلس القيادة الرئاسي بأبناء محافظة حضرموت ومكوناتها السياسية والمجتمعية النأي بمحافظتهم عن أي توترات أو خلافات بينية.
عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني
قال اللواء البحسني إن القوى السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت أثبتت مستوى عاليًا من الوعي والمسؤولية تجاه القرارات التي اتخذها مجلس القيادة الرئاسي، والتي تهدف إلى تطبيع الأوضاع ومعالجة الأزمة التي تمر بها حضرموت، معبرًا عن ترحيبه بها.
السلطة المحلية في حضرموت
رحبت السلطة المحلية لحضرموت بالخطة، واصفة إياها بأنها “خطوة مسؤولة وتاريخية” نحو تحقيق الاستقرار في المحافظة وتحسين الأوضاع المعيشية، معربة عن استعدادها للعمل جنبًا إلى جنب مع مختلف المكونات السياسية.
الهبة الحضرمية الثانية
رحبت قيادة الهبة الحضرمية الثانية بالقرارات الرئاسية الصادرة عن مجلس القيادة الرئاسي يوم 7 يناير 2025، وباركت تلك القرارات والاستجابة.
حلف قبائل حضرموت
اعتبر حلف قبائل حضرموت خطة مجلس القيادة الرئاسي خطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق ما يصبو إليه أبناء حضرموت.
مؤتمر حضرموت الجامع
اعتبر مؤتمر حضرموت الجامع خطة مجلس القيادة الرئاسي اعترافًا بالمطالب المستحقة، مشيرًا إلى أنها ستعطي حضرموت ما تستحقه من حقوق ومكانة بما يتناسب مع حجمها مساحة وثروة.
السيناريو الحالي
في السابع من شهر يناير أعلنت قيادة حلف قبائل حضرموت عن عقد لقاء موسع عاجل بمشايخ القبائل والمناصب والوجهاء والشخصيات الاعتبارية ورؤساء المكونات السياسية والمجتمعية للتشاور وتدارس المواقف والمصفوفة التي أعلن عنها مجلس القيادة الرئاسي لوضع خطة لتطبيع الأوضاع في حضرموت.
السلبيات
1- عدم وضع خطوط زمنية لتنفيذ خطة التطبيع.
2- تغييب دور السلطة المحلية من قبل الحلف وإبعادها عن المشاركة أو الإشراف على العملية التنفيذية.
3- بقاء مجلس القيادة الرئاسي على السلطة المحلية رغم ضعفها وجمودها وافتقارها إلى الكفاءات وعدم قدرتها على تلبية الاحتياجات الأساسية.
4- بقاء مواقع الحلف على ما هي منتشرة في عموم حضرموت وعدم المساس بها وسرعة وقف الملحقات.
5- تمسك الحلف بالشروط التي وضعها في البيان الصادر عن اللقاء الاستثنائي 31 يوليو 2024 وعدم وضع شروط جديدة في البيان الأخير.
ختامًا
في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها محافظة حضرموت، تم طرح خطة من قبل المجلس الرئاسي اليمني بهدف تطبيع الأوضاع في المحافظة وتحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي. ولقيت هذه الخطة ترحيبًا واسعًا بين المكونات الحضرمية المختلفة التي أصدرت بيانات ترحيبية، والتي جاءت في وقت حساس للغاية.