السلام المجتزئ هل سيقبله الجنوبيين ؟

خاص / الاحقاف نت

يتابع المراقبون نتائج المفاوضات السعودية الحوثية الأخيرة والتي أنتهت بالأمس حين غادر وفد الميليشيات الحوثية العاصمة الرياض، تباينت ردود الأفعال في الشارع اليمني بين مؤيدا ومعارض، فمن أنهكتهم الحرب شمالا وضاقت عليهم الحياة يرون بأنها قد تكون بارقة أمل قد تفتح لهم أبواب الخير وخاصة إن العديد من الموظفين لا يتلقون رواتبهم منذ إندلاع الحرب هذا من ناحية وهناك توجس وقلق في الجنوب من المفاوضات التي ترعاها المملكة العربية السعودية مع الجانب الحوثي من ناحية أخرى كون الحوثيين يضعون شروطا من ضمنها أن تورد نسبة 80٪ من إيرادات النفط والغاز إلى صنعاء في ضل رفض سياسي وشعبي لهذه الشروط كون الجنوب أصبح محررا من سيطرة تلك الجماعة.
ولكن يرى محللون سياسيون إن هناك إختلافات وتباينات في المواقف فيما يتعلق بتلك المشاورات خاصة فيما يتعلق بدور المملكة العربية السعودية هل هي وسيط أم طرف، فالسعودية ترى إنها وسيط إستنادا إلى إتفاق الطائف في مارس 2021 وما تضمنه من دور للسعودية كوسيط بين الأطراف اليمنية، بينما يرى الحوثيين إن السعودية طرف بسبب “إنها قائدة للتحالف العربي الذي أعلن الحرب على اليمن”.
بالأمس أدلى وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان بتغريدة في تطبيق X أكد خلالها “على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار للوصول لحل دائم وشامل في اليمن برعاية الأمم المتحدة” وهذا دليل يراه متابعون إن المملكة لن تفرض حلول فيما يخص القضية اليمنية كقضية شاملة فهذا شأن يعني اليمنيون شمالا وجنوبا للوصول لصيغة توافقية برعاية الأمم المتحدة حول الدولة وشكلها، من جانب آخر أكد رئيس وفد الحوثيين محمد عبد السلام إن المفاوضات برعاية الوسيط العماني حد وصفه ركزت على حل الخلافات والتباينات التي شهدتها المراحل السابقة وخاصة فيما يتعلق بصرف الرواتب…وذهب الوفد إلى صنعاء للتشاور كما أشار.
يستخلص مما سبق إن السلام في اليمن لازال بعيدا وإن التفاوض الموجود الآن بالرياض يرتكز بصورة أساسية على آلية دفع رواتب الموظفين.
ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي يرو إن الحوثيين أصبحوا في موقف لا يحسد عليه في ضل الظروف الاقتصادية التي تعاني منها مناطق سيطرتهم وقد يقبلوا بصيغة سلام مجتزئة تضمن دفع الرواتب لموظفيهم، وهو ملف يشهد تعقيدات لإرتباطه بملفات إقتصادية وخاصة ملف الإيرادات “النفط و الغاز” فالحوثيين يريدون سلام على حساب إيرادات الجنوب وهنا تكمن عقدة المشكلة، لان قيادة الجنوب ممثلة بالانتقالي الجنوبي ترفض هذا الطرح جملة وتفصيلا.
ولهذا يرى العديد من متابعي الملف اليمني والناشطون إن السلام المنقوص والذي لا يأخذ بعين الأعتبار القضية الجنوبية قد يعيش لفترة معينة ولكنه سينهار لعدم حضور المعنيين بهذا الملف في مفاوضات الحل النهائي، ولكن رسالة المملكة العربية السعودية واضحة من خلال تغريدة وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بأن الحل لابد أن يشمل كافة الأطراف “اليمنية” والجلوس على طاولة حوار تضمنها وترعاها الأمم المتحدة.
ولذلك أي سلام مجتزئ إنما يمهد لجولة صراع أخرى لا يتكهن بنتائجها أحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى