السلام مع شمال الحوثي هل سيترك الجنوب وشأنه

خاص / الاحقاف نت

منذ تمرد الحوثيين وإنقلابهم على على السلطة في اليمن سعوا إلى تغيير الديموغرافية السكانية لتتوائم مع سياستهم الطائفية الخبيثة لتحويل الشمال من المذهب الزيدي إلى المذهب الشيعي الصفوي، ولهذا أعلنت عاصفة الحزم لوقف هذا الخطر والتمدد القادم من إيران على شبه الجزيرة العربية، وخاصة بعد تمدد تلك الميليشيات نحو عدن والجنوب وهو الأمر الذي أزعج التحالف العربي لكون الجنوب مختلف مذهبيا حيث يمثل السنة الشافعية الأغلبية المطلقة فيه وأدرك التحالف أن هدف هذه الميليشيات المدعومة من إيران أبعد مما يكون إنقلاب على السلطة بل خطة للسيطرة الكاملة على اليمن وفرض المذهب الصفوي بالقوة على الجنوب السني لكون الشمال أصبح بأيديهم بسبب المذهب الزيدي الذي يعتبر نسخة معتدلة من المذهب الشيعي ولكن قاموا بتطويره وتوجيهه بوصلته بسهوله عبر وسائلهم الخاصة للإنحراف نحو التشيع الإيراني الصفوي.

في الجنوب لم يكن الأمر سهلا لكون الجماعة لا تمتلك حاضنة شعبية لمذهبها الذي يرفضه جميع الجنوبيين ولذلك لاقت مقاومة شعبية قوية كبدت الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وبدعم التحالف العربي أستطاع الجنوبيين القضاء على تلك الجماعة وتطهير الجنوب من هذه الميليشيات الطائفية، فكان الخطأ في الحسابات والتسرع الذي وقعت فيه الميليشيا بسبب نشوة الإنتصار في الشمال الزيدي أرسلت لهم قناعة خاطئة على أن الجنوب ضعيف مقارنة بالقوة والحشد الشعبي الذي يمتلكونه ولكن الأمور كانت عكس المتوقع فكانت هزيمتهم سهلة، فالأخوة في الشمال تقاعسوا عن الدفاع على أرضهم وسلموا معسكراتهم وأسلحتهم للميليشيات بل يرى المراقبون للشان العسكري تخادم الجناح الإخواني معهم في تنفيذ تلك المؤامرة عبر أذرعهم المتوغلة بالجيش والحكومة الشرعية وخير دليل الخيانات التي حدثت في صنعاء منها تسليم علي محسن الأحمر للفرقة المدرعة الأولى، وكذلك الخيانات في محافظة الجوف ومأرب، كل ذلك أدى لسيطرة الحوثيين الشيعة على شمال اليمن الذي أصبح واقعا يصعب تجاهله بل من المستحيل إقتلاع تلك الجماعة لرضاء وخنوع الشعب هناك لسياسات الجماعة الطائفية.

وتساؤل متابعين بعد محادثات السلام في الرياض هل لازالت أطماع الحوثيين حاضرة فيما يخص الجنوب؟ الجواب نعم بالطبع فالهجمات الحوثية على حدود يافع والضالع لم تنتهي والمسيرات المفخخة التي يطلقونها نحو موانئ حضرموت كذلك كانت خير دليل على إن الحوثيين لازالوا يطمعون بالسيطرة على الجنوب وثرواته، وكذلك لتكوين ورقة ضغط على الحكومة اليمنية لتعطيهم نسبة من موارد الجنوب وخاصة النفط والغاز وهو الذي يرفضه الجنوبيين وقياداته ممثله برئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي،

وقال محللون سياسيون ان قادة تلك الميليشيا يحاولون وضع هذا الملف كورقة إبتزاز ضمن مفاوضات السلام في الرياض، ولكن من الذي سيضمن تنفيذ وفرض أي إتفاق يخص موارد الجنوب دون حضور ممثلين عنه بالطبع لا أحد، فالجنوب الضعيف بالأمس هزم وطرد جحافل الشمال الحوثة والمتحوثين بالكلاشنكوف، وأما اليوم لكم أن تتخيلوا أصبح للجنوب جيش وقوة وسلاح ثقيل ناهيك عند دعم دولي وخاصة فيما يخص مكافحة الإرهاب الذي يستهدف القوات الجنوبية حصرا ولكن يرى العالم إن القوة الوحيدة التي تكافح فلول الشر والظلام هي القوات الجنوبية ، من تحليل على الوقائع على الأرض يرى المشاهد ميزان القوة تغير تماما لصالح الجنوبيين والرسالة التي يجب أن يفهمها الجميع فيما يخص الجنوب وخاصة الحوثيين الذي لم ياتي بالسلاح لن يأتي به السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى