كيف تمثل القضية الجنوبية محورية الحل والسلام في اليمن

خاص / الاحقاف نت

_السلام مع الحوثي إين الجنوب منه

لاشك أن السلام هو الطريق الأمثل لحل القضايا والأزمات الدولية والتي تشهد معظمها حروب طويلة لا ينتصر فيها طرف على الطرف الآخر، الحرب في اليمن مثلت نموذجا معقدا لأطراف النزاع وشهدت تحولات دراماتيكية وجولات من العنف تقابلها جولات أخرى من الحوار الذي غالبا لا يفضي إلى نتيجة، اليوم هناك محاولة ربما تكون الفرصة الأخيرة لإحلال السلام في اليمن، فقد غادر الوفد العماني وبرفقته أعضاء جماعة الحوثي الى الرياض لبحث مسار السلام المنشود، التصريحات من الجانبين”السعودية و الحوثيين” مشجعة والأطراف اليمنية أثنت على دور المملكة في ذلك، المجلس الإنتقالي الجنوبي أكد على دعمه للحوار ولكن أكد أيضا على أن القضية الجنوبية هي المحور الأهم للحل الشامل في اليمن والترتيبات النهائية، نعم يحق للمملكة العربية السعودية أن تضمن أمنها واستقرارها بالوصول لصيغة ما تحقق ذلك الغرض دون الخوض والحوار بالقضية الجنوبية خصوصا إنهم ليسوا طرف في تلك المحادثات.
الحوثيين يحاولون الرجوع إلى الجنوب من بوابة السلام بعدما هزموا على أرضه، فهناك قناعة تامة بأن الحل العسكري لإحتلال الجنوب مستحيل وذلك من خلال دروس سابقة كانت قاسية ومؤلمة تلقوها على يد القوات الجنوبية والمقاومة رغم قلة وشحة الإمكانيات، فبقوة وصلابة رجال الجنوب أصبح محرر من هذه الجماعة المتمردة ولن يعودوا إليه سواء كان بالحرب أو بالسلام.
خلال مرحلة الحرب بدأ الجنوبيين بتكوين الجيش بدعم من التحالف وخاصة الإمارات العربية المتحدة والذي بدأ من الصفر ليصبح اليوم قوة لا يستهان بها وقد أحبطت الكثير من محاولات تفكيكه والسيطرة عليها سواء عبر جناح الإخوان المسلمين والمعارك التي شهدتها لحج وأبين وشبوة ضد القوات الجنوبية وكانت مدعومة من الجيش الإخوان بمأرب ولكن كسرت القوات الجنوبية أيضًا تلك المحاولات وتغلبت على رديف الشر الحوثي، وأيضا يرافق الجانب العسكري تحرك سياسي قوي كان القائد عيدروس الزبيدي محوره الذي يعمل بحنكة وصلابة موقف رغم الضغوط التي يواجهها والمغريات التي تقدم له إلا أنه واضع أمام نصب عينيه هدف وأحد وهو عودة دولة الجنوب إلى ماقبل عام 1990، وأنتزع قرار المناصفة الحكومية والمناصفة في مجلس الرئاسة وخلق التوازن في القرار السياسي، وقام بتشكيل هيئات للمجلس الإنتقالي في كافة محافظات الجنوب الأمر الذي أنعكس على قوة المجلس وشعبيته داخليا وخارجيا، فتحول المجلس الانتقالي الجنوبي الى لاعب مهم لا يمكن تجاوزه سواء سياسيا او عسكريا، في فترة كان المتحكم في ذلك طرف واحد وهم جماعة الإخوان فدخوله إلى الجانب السياسي ساعد في إبراز القضية الجنوبية ليس بالداخل فقط وإنما للعالم ، فهذا الثقل العسكري والسياسي جعل قضية الجنوب محورا رئيسيا ونواة لمفاوضات الحل النهائي والشامل باليمن.
رغم محاولات الإلتفاف على القضية الجنوبية والتي شاهدناها مؤخرا سواء كان عبر خلق وصناعة مكونات في بعض المحافظات الجنوبية لهدف إضعاف المجلس الإنتقالي الممثل والحامل الرئيسي للقضية الجنوبية، إلا أنها فشلت لسبب بسيط إن تواجدها وحضورها داخل الشارع الجنوبي ضعيف، فليست سواء محاولة تشويش ضعيفة على قضية شعب قوي بإرادته وليست بإرادة أجندة داعمة هنا أوهناك، فلا خوف ينتاب أصحاب مشروع إستعادة الدولة من خفافيش الظلام ومرتزقة الجيوب.
فقطار السلام إذا لم يمر عبر الجنوب ومحاولة تجنب العبور بأرضه الحرة والتي طهرها ألاف من الشهداء والجرحى وسقوا ترابها بدمائهم الزكية من الحوثة والأخوان وثالوثهم الإرهابي القاعدة، فلا سلام سيتحقق وإن وقع عليه القاصي والداني دونهم، فليس سواء تأسيس لمرحلة صراع أخرى تضيع فيه جهود سلام منقوصة من دون الجنوب، فمن المنطق والعقل وتسهيلا لتلك الجهود في الوصول للسلام المنشود هو إشراك الجنوب وممثله الحقيقي في مناقشات وتفاوضات السلام والحل باليمن، وتجاهل ذلك ليس سواء دوران في إسطوانة سلام مفرغة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى