ثورة الجياع .. على بعد خطوة من المعاشيق!
الأحقاف نت / مقال : ناصر التميمي / 24 فبراير 2024م
مع أي تغيير في رئاسة الحكومة يصحبه دائما ضجيج اعلامي وتشتغل الماكينة الإعلامية وتفصل الأمور حسب مقاسها وتوهم الشعب بأوهام وأكاذيب لا نهاية لها، بأن الوضع سيتحسن في لمح البصر وهات يا كلام فاضي عبر صفات المواقع والصحف والمهرجين وصور لا تعد ولا تحصى رئيس الحكومة نزل هنا وزار هناك وهلمجرا .. من المسرحيات والكلام المعسول الذي تعودنا على سماعه على مدى عقود من الزمن من رؤساء الحكومات السابقين وسئمنا منه ولا يعول عليه المواطن الغلبان ولا يضعه في ميزان حساباته قط .
فالمثل الحضرمي يقول “لو شيء شمس قدها من أمس” اي لو كانت هناك جديدة في معالجة الأمور لفعلوا ذلك قبل أن تتعقد الأمور وتصبح في غاية التعقيد ، هناك قوى معادية للجنوب معروفة لا تريد للجنوب أن يستنفس الصعداء ولا تريد له أي تنمية، ولهذا سنظل ندور في حلقة مفرغة مادام ما يسمى الشرعية اليمنية تتحكم في ثرواتنا وما تجنيه من ضرائب ،ولن يحدث أي تغيير سواء استبدلوا رئيس الحكومة أو لم يغيروه فرئيس الحكومة السابق والسلف كلاهما جاؤوا من نفس المدرسة،وهذا دليل قاطع أن الأمور ستزداد سوءا ،وهذا الذي يريده لنا الأعداء الذين يتلذذون بمعاناتنا ويتبجحون بكل ساحفة عن الحالة المزرية التي وصل إليها الشعب عبر بعض التصريحات العقيمة.
الكل مجمع على أن الوضع صعب جدا للغالية ويحتاج إلى حلول جذرية وسريعة لرفع الحمولة الثقيلة التي وقعت على رؤوس الغلابى الذين بات البعض منهم يأكل من براميل القمامة وعلى مرمى حجر من المكان الذي تقيم فيه حكومة المناصفة، فهل يستطيع بن مبارك حسم الأمور ؟ أنا أعتقد أنه لن يستطيع فعل أي حاجة، سجلس خمس سنوات مثل سابقيه وتصاريح حنانة طنانة بانسوي وبانسوي وبانفتتح و و … الخ مثل سابقيه ،وعندها ستنتهي المسرحية وسنكون أمام مسرحية أخرى مدتها خمس سنوات مالم تقم قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي التي فوضناها بإتخاذ قرارات شجاعة وقوية تنهي هذه الفوضى الحاصلة وتبسط سيطرتها على أرضها ومواردها وتعلن الإدارة الذاتية مرة أخرى ،وهذا من حقنا لأننا أعطينا الفرصة الكاملة للحلول استجابة لدعوة الأشقاء في التحالف العربي والمجتمع الدولي.
لقد امتلأت شوارع وأزقة مدننا بجيوش من المتسولين الذين أجبرتهم الحاجة والعوز والجوع الذي وصل الى بيوتهم على الخروج إلى الشارع جراء سياسة التجويع التي يواجهها شعب الجنوب من جهات مختلفة محلية ودولية تريد اخضاع هذا الشعب الأبي ،والله وتا الله لو فعلتوا ما تفعلوا لن تستطيعوا اجبارنا على شيء لا نريده من أجل اعادتنا إلى مربع الصفر ،صحيح شعبنا يعاني الأمرين ،لكننا لدينا أيمان قوي في الله ثم بعدالة قضيتنا ومستعدين لتقديم المزيد من التضحيات خلف قيادتنا السياسية التي فوضناها حتى يتحقق هدفنا المنشود ،وسياسة التجويع والترهيب لن تجدي نفعا وسوف تفشل أمام صمود شعب الجنوب الصابر على جمر حكومة المناصفة والقوى اليمنية المتكالبة التي تسعى لتمرير مشاريعها الورقية المنقوصة بهكذا سياسة خبيثة باستخدام ضعفاء النفوس.
كثير من القطاعات العامة والمؤسسات الحكومية أعلنت الإضراب عن العمل ،لاسيما قطاع التربية والتعليم الذي يشهد اضراب واسع عن التدريس في محافظة حضرموت ساحلها وواديها ومناطق أخرى ،ولم يقدم المعلمين على هذه الخطوة الا بعد أن ضاق بهم الحال ونفذ صبرهم جراء تدهور الحال المعيشية وانهيار قيمة الريال ،وعدم وفاء الحكومة بتهداتها ووعودها التي قطعتها على نفسها بتلبية مطالب المعلمين ،الوضع كارثي بما تعنيه الكلمة من معنى، وأصبحنا نقترب إلى الهاوية رويدا رويدا والحكومة تغني في وادي والشعب يكتوي بنار المعاناة وجحيمها ولا أحد يفكر فيه الكل مشغول وراء مصالحه الشخصية، حتى مجلس القيادة الرئاسي لاحس ولا خبر له ولا ندري أين اختفاء الناس تموت جوع ،وهذا ينذر بإنفجار بركان غضب عارم ،وعندها لن تستطيع أي قوة ايقاف هذا المارد لا مجلس قيادة ولا حكومة ولا ولا والذي نراه اليوم أمامنا يتشكل هو ثورة جياع قادمة باتت على بعد خطوة من قصر المعاشيق .. وهذه الثورة ستزحف إلى مقر الحكومة وستطردها مثل ماحدث في مرات سابقة لأنها فشلت في إيجاد الحلول ما لم تحدث معجزة تنقذ الشعب من شبح الجوع المتوحش ،وعلى قيادتنا في المجلس الإنتقالي أن لا تترك الجماهير عندما ينفجر البركان عليها الإلتحام بهم وحمايتهم حتى لا تنزلق الأمور إلى الهاوية ،وهذا ما يتمناه الأعداء.