“المجلس الحضرمي” المتعثر منذ نشائته هل هو ناقوس خطر لتشرذم حضرموت

خاص / الاحقاف نت

يتسأل الكثير من المتابعين عن مدى جدية الحضارم بكافة مكوناتهم وشرائحهم في التوحد تحت مكون واحد يكون له شعبية قوية يطرح بها مطالب حضرموت وحقوقها ضمن أي إطار لمناقشات الحل النهائي باليمن، إلى هذه اللحظة المكون الأكثر قوة على الساحة الحضرمية وله حضور شعبي هو المؤتمر الحضرمي الجامع ولكن ظهور مكون جديد فجأة على الساحة وإستقطابه لبعض المشايخ بوادي حضرموت لاشك أنه يضعف الوحدة الحضرمية ويشتت مطالب وحقوق شعبها لأن هذا المكون الطارئ له أجندات وأهداف مختلفة عن المطالب التي ينشدها الحضارم، اليوم لازال هذا المكون في صراع داخلي بين أقطابه وخاصة حزب الإصلاح الذي يسيطر بنسبة كبيرة على هذا المكون ولكن من أجل خلق توازن داخل تشكيلته تم إضافة أعضاء المؤتمر الشعبي العام وهو ما أدى إلى تعثر وتشتت هذا المكون لأن المكونين لا يمكن بحال من الأحوال أن يصبح أحدهم تحت رئاسة الآخر إعتمادا على خلفيات صراع الماضي، ربما سيتم فرض رئاسة دورية أسوة بمجلس رئاسة الحوثيين بصنعاء والذي بالأخير فشل وأصبح الحوثيين هم المتحكمون في المشهد، دشن الأخوان مؤخرا هشتاق يهاجم محافظ حضرموت المؤتمري والذي يطمح بأن يكون رئيسا لهذا المجلس ولكن الإخوان وقفوا في وجهه مما ينذر بتفكك هذا المجلس،
لكن السؤال هل سيرضخ المؤتمر لضغوط راعي هذا المجلس وهل سيرضى الراعي للمكون المصطنع بأن تمثله الأغلبية الإخوانية في وقت يعتبرونه منظمة إرهابية محظورة، لاشك أن الموقف صعب، وهنا سؤال مادور هذا المجلس بالتأثير على التماسك والوحدة الحضرمية، نحن لا نقلل من شأن هذا المجلس لكون الغرض منه تشرذم وتفكك الحضارم لأن من فيه هم بالنهاية أبناء حضرموت ولكن جرتهم المصلحة وأحقاد الماضي بأن يسلكوا طريقا مخالفا لطريق أبناء حضرموت ويتبنون أهدافا ليست لحضرموت وشعبها مصلحة فيها ولهذا يعتبر صوت حضرمي شاذ لمجموعة خارجة عن إطار التوافق مهمشة للسواد الأعظم لابنائه الذين ينادون بأن تكون حضرموت في إطار دولة فيدرالية جنوبية، هذا الصوت سيأخذ حيزا من الوقت لغرض التشويش و إظهار أن هناك حضارم معارضين للدولة الجنوبية وهي أجندة إخوانية مفضوحة يتبناها شخصيات وشيوخ كانوا بالأمس غارقين في الفساد والتعاون مع قادة الإحتلال بالمنطقة العسكرية الأولى التي تعتبر الداعم الرئيسي لهذا المكون، فالكل يعرفهم ويعرف الغرض الخبيث من مجلسهم ولكن تعاون وإدراك أبناء حضرموت لن يجعلوا هذا المكون الهش أن ينتصر مهما كلفهم من جهد ووقت وبالفعل قد بدأوا في مواجهته منذ الوهلة الأولى سواء كان بزيارة اللواء فرج البحسني للمكلا وما تبعها من لقاءات بمكونات وشخصيات حضرمية أكدت جميعها توحدهم تحت إجماع حضرمي واحد بعيدا عن المكونات الناشئة الصغيرة، أو كذلك بلقاء الشيخ عمرو بن حبريش بأعضاء المؤتمر الجامع والذي أكد أن الحضارم قد أجمعوا على تمثيل المؤتمر الجامع لهم بعيدا عن مكونات طارئة حديثا تعتبر نفسها المكون الأحق حصرا بتمثيل حضرموت، ولهذا نرى أن تأثير مايسمى المجلس الحضرمي الوطني سيكون مؤقتا ولكن لن يغير من الواقع شيئا، لعدة أسباب أهمها الصراع الداخلي على الزعامة وهو دون شك سيؤدي إلى فشله إذا تم دون توافق أو تم فرض رئاسته كم حصل في حل الخلاف الذي كان قائما عند تعيين رئيس لهيئة المجلس المدعو بدر باسلمة، فبوادر الفشل عديدة وفرض الأسماء لتجنب الخلاف يزيده ضعفا وتشرذما، طريق حضرموت بإمتدادها الجنوبي واضحا لمن أراد أن يسلكه ومن خالف سيسقط في هاوية الخيبة والفشل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى