صراع حزبي بين الإصلاح والمؤتمر حول قيادة المجلس الوطني الحضرمي في الرياض إلى أين ستستمر وهل بداية سقوط المشروع الهش؟

خاص / الاحقاف نت

لم يكن الصراع بين قطبي الحزبين اليمنيين وليد اللحظة والتاريخ اليمني ملئ بالتصادم التي كان في الغالب الصراع على كرسي السلطة وكان أوج قوة ذلك الصراع في ما يسمى ثورة 2011 حينما قاد جماعة الإخوان متمثلين بحزب الإصلاح ومعهم الحوثيين “ثورة” ضد حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام وقاموا بمحاولة أغتيال لصالح بقصف مسجد دار الرئاسة وكان يقود ذلك التمرد الجنرال المنشق علي محسن الاحمر وماتبعه من أحداث أدت لعزل الرئيس صالح عن الحكم لتدخل بعدها البلاد في حالة صراع الى يومنا هذا والحديث عن هذا لا يكفي التطرق إليه بهذا المقال، إذا ما تحدثنا اليوم عن علاقة الحزبين “الإصلاح والمؤتمر ” لازالت تشهد تجاذب وتوتر ولكن هناك ربما يجمعهم إتفاق حول بند الوحدة اليمنية وإن كان المؤتمريين قد تفرقوا وتشتتوا بين مؤيد ومعارض لموضوع الوحدة ولكن لوبي صالح مازال متمسك بهذا الخيار، برز ذلك الصراع عندما تم تشكيل مايسمى المجلس الوطني الحضرمي والذي ضم قادة و أعضاء من الحزبين فكان كما أسلفنا الذكر يجمعهم هدف وهو أن تكون حضرموت دولة إتحادية في إطار الوحدة، ولكن الخلاف والصراع أيضا كان حاضرا حول القيادة ومن الذي سيكون له اليد الطولى وصاحب الكلمة والقرار هنا بدأت التصريحات المتناقضة ومحاولة الظهور لطرف على حساب الطرف الآخر، شهدت اللقاءات التي ترعاها الرياض مشادات كلامية لأن المؤتمريين شعروا بأن حزب الإصلاح المتمثل بالعصبة الأحمرية يمثل الأغلبية وله تأثير قوي داخل المجلس الأمر الذي أزعج أعضاء المؤتمر الذي يقوده محافظ حضرموت فقام بالضغط لإقصاء وتهميش بعض كوادر العصبة مثل صلاح بن حريز وعصام بن حبريش وحاول أقناع الراعي بأنه سيجلب قادة كبار وشخصيات مؤتمرية لمجلسهم ، هنا بإختصار يتجلى حب التسيّد والتسلط عند الطرفين فالإصلاح متمسك بموضوع أحقية الحكم المطلق من مبدأ من معتقد فكر إخواني بأنه أصحاب الحق الإلهي في حكم الأمة، والمؤتمريين لازال جبروت وتسلط عفاش متوغل في عقولهم ودمه يسير في عروقهم وهم الآخرون لن يرضوا بأن تحكمهم الجماعة لأنهم السبب في خروج و مقتل زعيمهم لاحقا، أختار المسيطرون والراعون شخصية ضعيفة لقيادة ما يسمى المجلس الحضرمي وهو بدر باسلمة ولكن شعروا بأنها كانت غلطة إستراتيجية قد تقضي على هذا المشروع لكون باسلمة لا يملك ولو نسبة ضئيلة من التأثير في الشارع الحضرمي، وخلاصة الأمر سيضل هذا الصراع ولن تفيد محاولات إحتوائه، لأن المتصارعون وليس المتحاورون في الرياض لا ينظرون لمصلحة حضرموت وإنما لمصلحتهم الشخصية اولا ولحزبهم ثانيا، وستكون نتيجة هذا الصراع فشل آخر وستنجوا حضرموت من كيد الأشرار والمتربصين بعون الله وبقوة أبنائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى