أزمة وقود مغشوشة في مناطق الحوثيين: السيارات تتعطّل والسلطات تصمت

الأحقاف نت / تقرير خاص / 8 أبريل 2025م

انتشرت صور مرعبة من نقيل سمارة شمال مدينة إب تُظهر مئات السيارات المعطلة على جوانب الطرقات، نتيجة تعبئتها بوقود مغشوش ضخته شركة النفط التابعة لسلطات الحوثيين في أسواق مناطق سيطرتهم. معطلة بالكامل، المركبات التي كانت تسير بأمان على الطرقات الرئيسية توقفت فجأة بسبب الأعطال التي سببها هذا الوقود المغشوش، ما دفع أصحابها إلى إيقافها أمام الورش المتخصصة. هذه الأزمة التي بدأت تزداد عمقًا منذ مطلع شهر مارس الماضي، بدأت في التأثير الكبير على حياة المدنيين، حيث يعاني المواطنون من مشكلة تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.

وفي تطور جديد، وصلت سفينة محملة بالوقود المغشوش إلى ميناء الحديدة وسط تفاقم الأزمة في ظل صمت مطبق من سلطات الحوثيين، الذين لم يعلنوا حتى الآن عن أي إجراء حاسم لمواجهة هذه الكارثة التي تهدد حركة المرور في مناطقهم. الأزمة، التي انفجرت في منتصف مارس، أصبحت واحدة من أكبر القضايا المقلقة في مناطق سيطرة الحوثيين، مما دفع المواطنين إلى التعبير عن سخطهم من الوضع الذي يبدو أنه يزداد سوءًا.

ورغم الشكاوى العديدة من المواطنين والتهديدات المتزايدة بتعطّل المزيد من المركبات في مختلف المدن، لم تُعلن شركة النفط الخاضعة لسلطات الحوثيين أي نتائج تتعلق بالفحوصات الفنية التي كانت قد أعلنت عن تكليف لجان فنية لإجرائها في 22 مارس. هذا التأخير، الذي تجاوز الأسبوعين، يثير تساؤلات حول شفافيتها ومدى قدرتها على معالجة الأزمة.

وتعكس هذه الأزمة تراجع قدرة سلطات الحوثيين على إدارة الأزمات بشكل فعّال، حيث يقف المواطنون في صف طويل من المشاكل اليومية، تتراوح بين شحّ الوقود إلى الأعطال المستمرة للمركبات، ما يضع حكومة الحوثيين في موقف محرج أمام المجتمع المحلي والدولي.

ويُظهر الصمت المطلق تجاه الأزمة من قِبل سلطات الحوثيين استمرارًا لسياسة التجاهل التي يتبعها المسؤولون في معالجة القضايا الحياتية التي تؤثر بشكل مباشر على المواطنين. هذا في وقت كان يُنتظر منهم تحركات عاجلة لوضع حد لهذه الفوضى المترتبة على استخدام الوقود المغشوش، والذي يبدو أن أسواق صنعاء والمدن الأخرى لم تكن قد تأثرت به فحسب، بل امتدت تأثيراته إلى العديد من المناطق المجاورة.

يتساءل العديد من المواطنين: هل ستواصل السلطات الحوثية تجاهل معاناتهم اليومية، أم أن هذه الأزمة ستكون بداية لنقاش جاد حول قضايا الفساد والإدارة السيئة التي تؤثر على حياتهم؟ الأزمة لم تعد مجرد مشكلة في الوقود، بل أصبحت مؤشراً واضحًا على أزمة في إدارة الموارد وأزمة ثقة متزايدة بين المواطنين والسلطات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى