اللواء عبدالله الجفري: هجوم ناري على سلطات الحوثيين في صنعاء بعد سنوات من الخدمة

الأحقاف نت / خاص / 7 أبريل 2025م
في مقابلة نارية مع قناة الهوية الحوثية، فجّر اللواء عبدالله الجفري، الناطق الرسمي السابق باسم القوات الجوية الحوثية، قنبلة من العيار الثقيل عندما وجه انتقادات حادة إلى سلطات صنعاء، متهمًا إياهم بالفساد والإقصاء والتهميش، بالإضافة إلى مهاجمته للمشرفين الحوثيين ووصفهم بكلمات قاسية. هذه التصريحات تأتي بعد سنوات من العمل مع الحوثيين، حيث كشف الجفري عن معاناته الشخصية والظلم الذي تعرض له كأحد المواطنين الجنوبيين في مناطق سيطرة الحوثيين.
في المقابلة التي أثارت الكثير من الجدل، لم يتردد الجفري في وصف القيادات الحوثية بدءًا من مهدي المشاط، رئيس ما يُعرف بالمجلس السياسي الأعلى، وصولاً إلى أصغر المشرفين الحوثيين بالفاسدين والمفسدين. ووصفهم بالـ “قوادين”، “الدجالين”، و”الفتالين”، قائلاً إنهم يواصلون التلاعب بمقدرات اليمن في وقت يعاني فيه الشعب اليمني من ويلات الحرب. الجفري أطلق هذه الاتهامات بكل صراحة على الهواء، مؤكدًا أنه مستعد لتحمل أي تبعات قد تترتب على هذه التصريحات، بما في ذلك المحاكمة أو حتى الإعدام، مضيفًا أن الظلم الذي يعيشه في صنعاء لا يُحتمل.
تطرق اللواء الجفري أيضًا إلى معاناته الشخصية نتيجة التهميش الذي يشعر به كمواطن جنوبي في مناطق سيطرة الحوثيين، رغم مواقفه الواضحة التي عارضت العدوان حسب قوله، وأوضح أنه رغم مشاركته الفعالة في الدفاع عن الحوثي والمشاركة في التصريحات الإعلامية أثناء العمليات العسكرية، لا يزال يُعامل من قبل سلطات صنعاء الحوثية على أنه مواطن جنوبي من “الدرجة العاشرة”. وأكد أن الحوثيين لا يرون في الجنوبيين سوى خونة ومرتزقة، بغض النظر عن مواقفهم من العدوان أو من الحوثيين أنفسهم.
تصريحات الجفري تعكس حالة من الاستياء العميق في صفوف بعض القيادات الجنوبية التي كانت قد خدمت الحوثيين في مراحل مختلفة من الحرب، لتجد نفسها اليوم في موقف لا يحسد عليه من الإقصاء والاحتقار داخل صفوفهم. كما كشف الجفري عن معاناته الشخصية مع الحصار الذي فرضه الحوثيون عليه وعلى أسرته التي تتكون من 18 فردًا في صنعاء، مؤكدًا أنه أصبح غير قادر على تحمل الظلم الذي يعيشه، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بكشف هذه الحقائق على الملأ.
وفي ظل هذه التصريحات المدوية، يظل مصير اللواء عبدالله الجفري غامضًا. فهل ستتجه الأمور إلى تصعيد حقيقي داخل صفوف الحوثيين، أم أن ما جرى لن يكون إلا مجرد حادث عابر في صراع داخلي تتصاعد فيه التوترات؟ في جميع الأحوال، قد تمثل تصريحات الجفري نقطة تحول في العلاقة بين الحوثيين وبعض المكونات الجنوبية، وقد تفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول كيفية تعامل الحوثيين مع القيادات الجنوبية التي خدمتهم في وقت من الأوقات، ثم اُتهمت بالتهميش والإقصاء.
وفي النهاية، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل سيواجه الجفري عواقب شديدة جراء تصريحاته؟ وهل ستكون هذه القنبلة الإعلامية بداية لانفجار أكبر داخل صفوف الحوثيين؟ وما هي تبعات هذه التصريحات على العلاقة بين الشمال والجنوب في سياق الصراع اليمني المستمر؟