الجنوبيين بين الإحتفال و الإحتلال

الجنوبيين بين الإحتفال والإحتلال

الأحقاف نت / 16 أكتوبر 2023م

أحتفل الجنوبيين بالأمس بيوم ثورة 14 أكتوبر وهو عيد الثورة التي أشتعلت من جبال ردفان عام 1963 بقيادة راجح لبوزة الذي أستشهد بيوم الثورة، وكانت تعتبر الشرارة التي أشعلت مقاومة إلاحتلال البريطاني أنذاك شن خلالها البريطانيين هجمات على مناطق ردفان لإخماد هذه الثورة والتي أقيمت من أجل الخلاص من الإستبداد والدكتاتورية والإستعباد التي تمارسه هذه القوات هناك والتي توِجّت في نهاية المطاف بخروج القوات البريطانية في 30 نوفمبر من عام 1967 وهو عيد الجلاء وإستقلال جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لينعم بعدها الجنوبيين بالحرية والإستقلال والتنمية في جميع المجالات حتى أصبحت هذه الدولة وعاصمتها عدن نموذج يحتذي به في شبه الجزيرة العربية لما فيها من تطور إقتصادي وصناعي.

ولكن أضاع الجنوبيين تلك الدولة ودخلوا في وحدة مع الجمهورية اليمنية العربية في 22 مايو 1990 بعد عدة إتفاقيات وحوارات بالسابق وكان دخول دولة الجنوب في وحدة مع العربية اليمنية بمثابة الخطيئة التي لا تغتفر التي وقعها قادة الجنوب بحسن نية والتي ما لبث أن أدركوا إن خلفها نية مبيتة لإحتلال الجنوب ونهب ثرواته وإقصاء كوادره وقياداته وتجريده من أبسط حقوق المواطنة، فشعر الجنوبيين بأن الأمور خرجت عن السيطرة وقام نائب الرئيس علي سالم البيض في دولة الوحدة حينها بإعلان فك الإرتباط في 1994 والذي بموجبه أعلنت الحرب على الجنوب وتم إحتلاله بنفس العام.

ولكن الجنوبيين لم يصبروا واعلنت جمعية المتقاعدين العسكريبن والمسرحين ثورتهم السلمية في 7 يوليو من عام 2007 لمقارعة أساليب إلاحتلال والمطالبة بحقوقهم والتي تطورت وأصبحت ثورة شعبية تطالب بفك الإرتباط من اليمن الشمالي و ما تبع ذلك من أحداث حرب اليمن ومحاولة الحوثيين السيطرة على الجنوب وفرض إحتلال آخر أكثر همجية وعنصرية وطائفية ولكن برجال الجنوب العربي تم دحرهم وتحرير الجنوب من تلك القوات الغازية، ولهذا يرى محللون ومتابعون إن الجنوب العربي أصبح قاب قوسين أو أدنى من نيل حريته وإستقلاله لعدة أسباب أهمها الإرادة الشعبية وكذلك إختلال موازين القوى اليمنية لصالح الجنوبيين والذين أصبحوا لديهم قوة عسكرية وسياسية قادرة على فرض ما يطمح إليه شعبهم بإعلان دولة الجنوب العربي.

فبين ثورتي 14 أكتوبر و 7 يوليو نستخلص إن الجنوبيين يملكون القوة وإلارادة فقد طردوا الإحتلال البريطاني رغم شحة وقلة الإمكانيات مقارنة بقوة بدولة عظمة وبين اليوم الذين أصبحوا هم من يملكون تلك القوة والإرادة مقابل ضعف وتفكك الطرف الآخر الذي يحمل شعار الوحدة أو الموت، فإرادة الشعوب لا تقهر وقوة إلاحتلال تهزم وإن طالت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى