مجلس حضرموت الوطني، الولادة المتعسرة والتشكيلة المتناقضة وأسباب الفشل

المكلا / خاص

منذ تكوين مايسمى بالمجلس الوطني الحضرمي والذي ظهر فجأة وعلى عجل بدعوة طارئة الى الرياض على متن طائرة الشحن الخاصة بالقوات الجوية السعودية، وتم نقل الأشخاص المحددين مسبقا بداعي تمثليهم لحضرموت، جلس المتحاورون في جلسات داخل فندق قرابة شهر يناقشون مايسمى ميثاق حضرموت الوطني، هنا بدأت الأمور تتضح وتتجلى لبعض المشاركين إن الحوار شكلي وان أجندته مختلفة عما أتى البعض من أجله، أختلفت الاراء وتباينت وانسحب بعض المشاركين خلسة بعدما اتضحت أهداف هذا المجلس لهم والذي كان في أساسه إلحاق حضرموت بالشمال، وتجلى الخلاف عندما تم بحث موضوع رئاسة المجلس وكان الصراع منحصرا بين الشيخ عمرو بن حبريش وعبدالله صالح الكثيري ووصل الخلاف إلى حد التشابك بالأيدي، حتى تدخل الراعي لهذا الحوار وفرض إسم بدر باسلمة الرجل الضعيف الذي لا يملك حاضنة قبلية أو مجتمعية في حضرموت، وهذا أدى إلى تصدع وإنشقاقات داخل المجلس في حينه.

 

تناقض أهداف ورؤى المجلس الوطني الحضرمي

 

لقد أتضح جليا للمتابع الحضرمي تناقض الرؤى بين أعضاء المجلس المصطنع فكل مكون او شيخ له رؤية وهدف مختلف عن الآخر فمنهم من سقفه وطموحه عالي لدرجة يطالب بفصل حضرموت عن اليمن في حالة فصل الجنوب وتبناء هذه الرؤية أعضاء العصبة الحضرمية وهو مكون إصلاحي معروف، وهناك رؤية هدفها أن تكون حضرموت اقليم مستقل في إطار الجنوب في حالة الإنفصال أو في إطار اليمن اليمن الاتحادي وهذه الرؤية مقاربة لرؤية المؤتمر الحضرمي الجامع، ولكن بنهاية الأمر تم فرض رؤية بأن تكون حضرموت إقليم ضمن اليمن الاتحادي ضاربة بعرض الحائط كل الرؤى وكانت هذه الرؤية منسجمة مع هدف حزب الإصلاح ومكونه وأعضائه المنظويين تحت هذا المجلس.

 

رفض مؤتمر حضرموت الجامع أندماجه ضمن المجلس الوطني الحضرمي

 

بعد التوقيع على ميثاق مايسمى المجلس الوطني الحضرمي تسال الكثير من الحضارم ماهو دور المؤتمر الجامع واين أهدافه التي أعلنها مسبقا ولماذا تم تهميش قيادته التي كانت تمثل معظم أبناء حضرموت، وهنا بدأ دور اللواء الركن فرج البحسني الذي قام بزيارة إلى المكلا وأجتمع بقيادات المؤتمر الحضرمي الجامع ونبههم بضرورة أخذ المسؤولية الملقاة على عاتقهم وان لايفسحوا المجال بأن يأخذ دورهم بمكونات لا تمثل مايطمح إليه الحضارم، وقد نجح في إلتفاف الحضارم نحو المؤتمر الجامع، حتى دعى الشيخ عمرو بن حبريش رئيس المؤتمر الحضرمي الجامع لأجتماع بقيادات واعضاء المؤتمر وأكد فيه بأن ممثل حضرموت هو المؤتمر الحضرمي الجامع وانه لا يتبع لأي مكون آخر وبهذا أنسلخ المؤتمر الحضرمي الجامع عن مايسمى المجلس الوطني الحضرمي وكانت بمثابة الضربة القاضية التي تلقاها هذا المجلس الإخواني.

 

سيطرة لوبي وجماعة الإخوان المسلمين على المجلس الحضرمي وتبني أفكاره

 

يلاحظ المتابع لأعضاء هذا المجلس ومكوناته التي صبغت بالطابع الحزبي الإخواني وتبت مشروعه الإخوان المتمثلين بحزب الإصلاح ، حيث يمثل أعضائه بنسبة تفوق ٨٥٪ من أعضاء المجلس، الجميع يعرف من هي العصبة الحضرمية والتي تعتبر المكون الرئيسي والمسيطر على هذا المجلس المتمثلة أعضائه بالداخل امثال الوكيل عصام الذي اقيل بشبهة فساد وكذلك بالخارج امثال صلاح باتيس وباحميد وغيرهم والذي يعرف دورهم في تسهيل سيطرة القاعدة على ساحل حضرموت، وهناك أشخاص لايسع المجال لذكرهم تورطوا في الانضمام لهذا المجلس الذي نهج نهجا اخوانيا مكشوف، ولهذا كانت نتائج ورؤية هذا المجلس المصطنع تبنت هدف حزب الإصلاح لاغير والذي يرفضها معظم أبناء حضرموت.

 

الصبغة القبلية التي سيطرت على شكل المجلس الوطني الحضرمي

 

تعمد الداعم لهذا المجلس إدخال الصبغة القبلية في محاولة لإظهار قوته من مبدأ تمثيل قبائل حضرموت ولكن بحقيقة الأمر وقع في خطأ التهميش وإضفاء الطابع الطائفي وترك بقية الشرائح الحضرمية والتي تمثل ثلثي أبناء المحافظة، كذلك تهميش بقية القبائل الحضرمية الأخرى في وادي وساحل حضرموت والاعتماد على ثلة قليلة لا تمثل السواد الأعظم من قبائل وشرائح حضرموت، تسبب ذلك التهميش في نزع الثقة من قلوب أبناء المحافظة بسبب جنوح هذا المجلس بالاعتماد على شخصيات قبلية ليس لها ثقل كبير حتى داخل القبيلة نفسها، ولهذا أظهر عن الحضارم أنه مجلس عنصري طائفي حزبي له أجندات خاصة لا تمثل إرادة الحضارم وما يطمحون إليه في الأمن والاستقرار ونيل حقوقهم والمساواة العادلة بين كافة شرائحه دون تهميش أو إقصاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى