عن حاجة الحضارم لوحدة الصف وأهمية اللقاءات الأخيرة لسيادة نائب رئيس مجلس القيادة اللواء الركن فرج سالمين البحسني:
الأحقاف نت 31 مارس 2024
✍️عوض محمد العليي
في وقت يوشك فيه المشهد السياسي في بلادنا على التغيّر عبر خارطة طريق يقودها ويدفع بها المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي، تسعى القوى المحلية المتصارعة لمراجعة وإعادة صياغة تحالفاتها بما يقوي ويعزز حظوظها في تركيبة الحكم والسلطة التي سيُفرزها أي إتفاق سياسي قادم. وما من شك في أن ما سيحدد الكيفية التي سيتم بها هذا التقاسم للسلطة والمراكز يعتمد على حجم ونفوذ القوى والأحزاب السياسية على الأرض. وهو المعيار الذي لن يقاس فحسب من خلال النظر الى خارطة النفوذ السياسي والعسكري وانما كذلك بالأخذ في الاعتبار قياس مدى تماسك واحتشاد الجماعات التي تمثلها تلك القوى بعزم خلفها. ومدى تماسك وفاعلية القوة العسكرية التي تمتلكها وما إذا كانت تدين بالولاء التام لقادتها وموجهيها السياسيين.
واستنادا على هذه الحقائق يمكننا التقاط وادراك أهمية الرسائل الكامنة وراء اللقاءات المستمرة والمنعقدة بكثافة غير مسبوقة لنائب رئيس المجلس القيادي وممثل حضرموت فيه اللواء فرج سالمين البحسني مع قيادات السلطة المحلية والقيادة العسكرية والأمنية لقوات النخبة الحضرمية وأجهزة الأمن إضافة لقادة الاحزاب والمكونات السياسية وزعماء القبائل والشخصيات الاجتماعية المؤثرة.
فبقدر ما تهدف هذه اللقاءات الى توحيد الصف وتعزيز تماسك واصطفاف القوى الحضرمية السياسية والإجتماعية والعسكرية وفقا لما صرح به أكثر من مرة نائب الرئيس، فإنها من جهة أخرى تحمل في ثناياها معانٍ واضحة أُريد لها أن تظهر وتصل للقائمين على التسوية والمعنيين بها في الداخل والخارج. منها أولا أن هنالك إجماعا حضرميا على الرفض التام لأي محاولة لتجاهل وتهميش حضرموت وأبنائها ولتطلعاتهم في أي بند من بنود هذه التسوية المرتقبة. وثانيا أن الحضارم بمختلف أطيافهم يقفون خلف ممثليهم في الدولة والحكومة، وبالتالي فإن كانت هنالك رغبة حقيقية وصادقة من الآخرين رعاة وأطرافا لإشراك حضرموت والحضارم في أي تسوية وشراكة قادمة فإنها لا يمكن أن تتم الا عبر ممثليهم الفاعلين في الدولة والحكومة. وأي طريق آخر غير هذا -تسلكه الشراكة- سيقود حتما نحو إبقاءها شكلية ومفرغة وغير ملبية للحد الأدنى من آمال الحضارم وتطلعاتهم. ولن يؤدي في النهاية الا الى زيادة احتقانهم ونزوعهم بعيدا عن أي مشروع جمعي لا تكون لهم فيه يد طولى.
ولذا فإن هنالك حاجة ملحة لتتويج هذه اللقاءات والمؤتمرات بلقاء عام موسع يرعاه سيادة نائب الرئيس اللواء البحسني في أقرب وقت ممكن، وأن يخرج هذا اللقاء الموسع بوثيقة شرف ومبادئ حضرمية تشتمل على الخطوط والعناوين الأساسية التي يُجمع عليها جميع ابناء حضرموت بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم، ويُحرّم تماما الخروج او الحياد عنها. وتشمل هذه الوثيقة جميع مطالب وتطلعات الحضارم الأصيلة في التسوية القادمة. وفيها تصاغ رؤيتهم المشتركة المتعلقة بوضع حضرموت الخاص في إطار المشروع السياسي الجنوبي الذي يقوده المجلس الانتقالي والذي كان وما يزال المشروع الأكثر واقعية والأقرب الى احتواء وتلبية تلك الرؤى والتطلعات الحضرمية وإنصافها.