النخبة والدرع في ميزان اللواء البحسني
الأحقاف نت / خاص / 9 فبراير 2024م
تابع الكثير من أبناء حضرموت الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظتهم و أهمها توجه بعض من قوات درع الوطن من الوادي إلى ساحل حضرموت ومحاولة وضع موطى قدم لها في أحد الهضاب التابعة للساحل الذي تحميه النخبة الحضرمية، الأمر الذي أدى إلى إمتعاض وإستنكار كافة أبناء حضرموت من هذه الخطوة التي لا داعي لها متسألين بالوقت نفسه أليس الوادي المحتل من ألوية المنطقة الأولى أحق بأن تنتشر فيه هذه القوة؟ لا عن الساحل المكتفي بقوات النخبة الحضرمية التي كانت خير مثال يضرب بها في حفظ الأمن والإستقرار على مستوى المحافظات المحررة.
وفي هذا الصدد دعت المكونات الحضرمية بمشاركة وتأييد من كافة الشرائح ومنظمات المجتمع المدني إلى الدعوة بإقامة فعالية دعم ومساندة للنخبة الحضرمية ورفض المساس بها بإعتبارها خط أحمر يحذر تجاوزه، وقد لبى أبناء حضرموت كافة لهذه الفعالية التي أقيمت في المكلا في الثالث من فبراير وشهدت حضور حاشدا تحدث فيه الكثير من المسؤولين والنشطاء وعبروا فيه عن دعمهم لقوات النخبة والوقوف معها في خندق واحد لكل ما يحاك ضدها والدفاع عنها بكل قوة.
ولم يكن قائد حضرموت الأول اللواء الركن فرج البحسني عضو مجلس القيادة ونائب رئيس المجلس الإنتقالي بعيدا عن هذه الأحداث فقد وصل إلى المكلا وأجتمع بكافة قيادات ومكونات حضرموت وكان مثل كل مرة الرجل السياسي المحنك الذي يوازن الأمور ولا يسمح بميلان سفينة حضرموت نحو عواصف الفتنة والإقتتال بين أبنائها كما كان قد فعل في أوقات سابقة وخمد الكثير من عناوين ومسببات الفتن المصطنعة التي لاتريد الخير لحضرموت ومواطنيها.
ومن على حسابه في منصة إكس غرد اللواء البحسني بتغريدة كانت شاملة ومتوازنة وكافية ومعبرة عن صوت العقل والحكمة وهنا نسردها لكم كما وردت : “نؤكد أننا لسنا ضد أي قوة يتم تشكيلها لحماية حضرموت والوطن عامة، ولذلك ما أريد التأكيد عليه هو أن تشكيل قوة درع الوطن مرحب به من قبل القادة السياسيين والسلطة المحليه بحضرموت ونعتبرها إضافة نوعية إلى أمن حضرموت ، وهذا مطلب لنا منذ سنوات لكن يجب أن تحل هذه القوة بدل القوات التي من خارج حضرموت المتواجدة في وادي حضرموت فهذا هو مكانها المناسب، فلقد جاء إنشائها وتشكيلها في الوقت المناسب جداً، الوقت الذي يتزايد فيه سلوك الغطرسة والإستعلاء لدى الحوثة الإنقلابيون فيمكن الإستفادة من الألوية المتواجدة في وادي حضرموت والتي منتسبوها من خارج حضرموت والدفع بها في الجبهات القتالية بالشمال لمواجهة الحوثييين في مأرب وكل جبهات الشمال، ويحل مكانها قوات درع الوطن التي هي من أبناء حضرموت”.
الشيء المهم الآخر الذي أحب التأكيد عليه أن المملكة العربية السعودية تمثل قيادة التحالف العربي ولاشك إن العمل معها ومع دولة الإمارات العربية المتحدة يحظى بإحترام بالغ ولا يمكن المساس بهذه العلاقة التي عمّدت بدماء الشهداء من الثلاثة الأطراف السعودية و الإمارات واليمن، لذلك يجب أن تنتهي أي زوبعة تثير الفتن داخل حضرموت وعدم إثارة النعرات فلا يمكن للحضارم أن يقتتلوا فيما بينهم البين ولن نسمح بذلك، فلتخرس كل الأصوات التي تأمل في فتنة واسعة لتضعف حضرموت”.
رأها متابعون وسياسيون بأنها التغريدة التي وضعت النقاط على الحروف وبينت محددات كل قوة وواجباتها وأفشلت أصوات الفتنة التي يراد بها أن تشتعل بحضرموت وعالج ذلك بكل هدوء وحنكة سياسية بعيدا عن التعصب والخطاب المتشنج ووضع النخبة والدرع في ميزان الجغرافيا السياسية المنطقية التي يجب أن تكون فيه كل قوة في كفتي ميزان حضرموت للتعاون معا من أجل إستقرار حضرموت ساحلا و واديًا.