الجنوب السني الحليف الثابث مع التحالف

الأحقاف نت / خاص / 18 نوفمبر 2023م

ليس التقسيم الجغرافي هو الوحيد الذي يضع خصوصية للجنوب فكل الجوانب السياسية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والمذهبية .. الخ، جعلت منه منطقة متميزة عن النطاق اليمني منذ إعلان الوحدة في عام 1990 عندما توحدت جغرافية اليمن،ولم يكن هناك انسجام وتوافق مع اليمن الشمالي، فشهدت اليمن حروب متعاقبة منذ أعلان الوحدة حتى يومنا هذا.

الاختلاف المذهبي بين الشمال والجنوب كان سبب في عدم وجود هذا التوافق والإتفاق على الأمور السياسية والدينية والعسكرية وغيرها وكان أكثر وضوحا أبان الإنقلاب الحوثي وسيطرتهم على العاصمة صنعاء والتمدد نحو الجنوب وإحتلال العاصمة عدن، كان من السهل السيطرة التامة على شمال اليمن بسبب إتباعهم للمذهب الزيدي الذي أنحرف فيما بعد وأصبح أكثر تطرفا نحو المذهب الصفوي الشيعي، ولكن العقبة الصعبة للحوثيين كانت في الجنوب الذي ينتهج معظم أهله المنهج الشافعي السني ولذلك لم يلقى الحوثيين الحاضنة لهم أسوة بالشمال بل لاقوا مقاومة من الجميع حتى تم طردهم من عدن ومن أرض الجنوب ورغم المحاولات المتكررة للسيطرة على بعض المناطق إلا إنهم فشلوا في ذلك، كان رجال الجنوب السني خير رجال حاربوا التمدد الحوثي الصفوي المدعوم من إيران ومازالوا على العهد في الميدان يحاربون بصدق وبنية خالصة مع إخوانهم في التحالف وقد نجحوا في ذلك وأفشلوا مشروع الإمامة الشيعي الذي أرتضى به أهل الشمال.

فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يلحق الجنوب السني بالشمال المتشيع فكانت الوحدة في عام 1990 في تكوين يمن جمهوري ولكن لم تدم طويلاً بسبب ديكتاتورية النظام الشمالي وسياسة الإقصاء أنذاك، ولذلك يرى متابعون للشأن اليمني إنها أصبح من المستحيل إعادت تلك الوحدة بظروف مختلفة أصبحت أكثر تعقيدا من السابق.

إنحراف اليمن الشمالي نحو المذهب الشيعي وتهديده لمحيطه الإقليمي السني وخاصة المملكة العربية السعودية، رأها متابعون إنها فرصة لتقوية الجنوب السني ورجاله الذين ثبتت ميادين الحرب والقتال على ثباتهم على منهجهم ودفاعهم عن عقيدتهم وارضهم.

فسيبقى الجنوب العربي السني خير سند للتحالف في الميدان ولن يسمح أهله أن يفرض عليهم الحوثي فكره او مذهبه المنحرف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى