بن بريك في ذكرى فك الارتباط: الجنوب ماضٍ نحو دولته “بلا تراجع” رغم التحديات الداخلية

الأحقاف نت / تقرير خاص / 21 مايو 2025م

جدّد اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، التأكيد على ما وصفه بـ”الحق المشروع لشعب الجنوب في استعادة دولته”، مشدداً على أن اللحظة التاريخية باتت أكثر نضجاً، وأن الدولة الجنوبية “قادمة لا محالة”، رغم ما أقرّ به من تحديات تنظيمية واختلالات داخلية أثّرت على أداء المجلس الانتقالي خلال السنوات الماضية.

وفي خطاب ألقاه على حائط صفحته الشخصية على الفيس بوك بمناسبة الذكرى الـ31 لإعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994، اعتبر بن بريك أن تلك اللحظة لم تكن رد فعل انفعالي، بل “نتيجة حتمية لتجربة وحدة لم تجلب للجنوب سوى القهر والتهميش”، وفق تعبيره، مشيراً إلى أن الحراك الجنوبي تحوّل عبر العقود إلى “مسار وطني راسخ” يسعى إلى التحرر وتقرير المصير.

وقال بن بريك إن إعلان فك الارتباط مثّل “صرخة رفض للهيمنة والتبعية”، وشكل منعطفاً تاريخياً عبّر فيه أبناء الجنوب عن موقف واضح تجاه ما وصفه بـ”وحدة تحولت إلى غطاء للمصادرة والإقصاء”، مشيداً في الوقت ذاته بصمود الشارع الجنوبي وتمسكه بحقه في استعادة دولته بحدود ما قبل عام 1990.

انتقادات ذاتية

ورغم تأكيده على الدور المحوري للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي وصفه بـ”الكيان السياسي الجامع لأبناء الجنوب”، لم يتردد بن بريك في توجيه نقد داخلي للمجلس، مشيراً إلى ما سماها “حالات من الارتجال، والهيكلة العشوائية، والبيروقراطية المفرطة” التي طغت على بعض مفاصل العمل التنظيمي والسياسي داخل المجلس، إلى جانب ضعف الكفاءة وغياب الشفافية في التعيينات.

كما أشار إلى “خلل بنيوي” في علاقة الانتقالي بالحكومة الشرعية، ما انعكس سلباً على فاعلية التمثيل السياسي والإداري للقضية الجنوبية، خصوصاً في ظل التطورات المفصلية التي تعيشها الساحة اليمنية.

فرص وتحذيرات

واعتبر بن بريك أن “الفرص التاريخية لا تنتظر من يُجيد الخطابة دون فعل”، داعياً إلى مراجعة حقيقية لتجربة السنوات الماضية، والانتقال من الشعارات إلى الفعل، لمواكبة ما وصفه بـ”المتغيرات المتسارعة إقليميًا ودوليًا”، مؤكداً أن “المستقبل لا يرحم المتباطئين”، وأن “الجنوب ماضٍ بثقة نحو دولته المستقلة، بإرادة لا تنكسر وشعب لا يعرف المستحيل”.

وفي ختام كلمته، دعا القيادي الجنوبي كافة القوى والمكونات السياسية في الجنوب إلى “ترتيب أدواتها، وتوحيد صفوفها” تحضيراً لما أسماه “المرحلة القادمة من تقرير المصير”، مجدداً الوفاء لضحايا الصراع، ومشدداً على أن الجنوب “لا يطلب المستحيل، بل حقاً كفلته التضحيات وفرضه الواقع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى