حضرموت أولاً “مسيرة السيادة الوطنية في ذكرى النصر على الإرهاب”

الأحقاف نت / تقرير خاص / 23 أبريل 2025م
في لحظة مفصلية في تاريخ حضرموت، حيث تتجسد الإرادة الشعبية بوضوح، يتجدد الأمل والنضال في ذكرى تحرير ساحل حضرموت من قبضة الإرهاب. فعالية “حضرموت أولاً” التي تتزامن مع الذكرى التاسعة للتحرير، هي تجسيد حي للمسار الحضرمي الوطني المستقل. هذه الفعالية ليست مجرد احتفال، بل رسالة قوية تؤكد أن حضرموت لا تقبل الوصاية، ولا ترضى بغير سيادة قرارها الوطني.
إحياء ذكرى النصر: تعتبر ذكرى 24 أبريل محطة تاريخية فارقة في مسار حضرموت وجنوب اليمن، إذ يتم إحياؤها كتعبير عن انتصار كبير ضد الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار. وقد تجسدت هذه اللحظة بفضل تضحيات القوات الحضرمية، التي شكلت السد المنيع في وجه قوى الظلام. الفعالية لا تقتصر على استذكار الماضي، بل تدفع نحو إعادة صياغة المستقبل بشكل مستقل، يُشارك فيه أبناء حضرموت، ويُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار من خلال دعم النخبة الحضرمية.
هدف الفعالية ورسالتها: تستهدف فعالية “حضرموت أولاً” دعم مسار تحرير وادي حضرموت، وتثبيت الأمن في الساحل، مع إصرار لا يقبل التراجع على تمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية. إنها فرصة لتأكيد المطالب الشعبية التي طالما كانت محل نقاش، وخاصة خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت.
السيادة الوطنية في زمن الاستقلال: في سياق التحولات السياسية التي تشهدها حضرموت، يعتقد المحللون السياسيون أن فعالية “مليونية 24 أبريل” تمثل استفتاءً شعبياً يمنح قوات النخبة الحضرمية تفويضاً شعبياً لإدارة أمن ساحل حضرموت. هذا التجمع يؤكد رفض المواطنين لمحاولات تقسيم حضرموت أو تحييدها عن محيطها الجنوبي.
التحضيرات الميدانية والتنسيق اللوجستي: مع اقتراب موعد الفعالية، كثفت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي جهودها التنظيمية واللوجستية لضمان نجاح الفعالية. وتعمل اللجان التنظيمية على تأمين حضور جماهيري واسع يليق بمكانة الحدث الوطني، وذلك بتوجيهات من القيادات المحلية مثل العميد سعيد أحمد المحمدي، رئيس انتقالي حضرموت، الذي دعا إلى مشاركة واسعة وفاءً للتضحيات التي قدمتها القوات الحضرمية.
الإصرار على مشروع التحرر: تعد فعالية 24 أبريل بمثابة إعلان قوي عن تمسك الجنوبيين بمشروع التحرر الوطني، واستعادة الدولة، مع رفض أي محاولات لإقصاء هوية حضرموت الجنوبية. إذ يجسد أبناء حضرموت في هذه الفعالية تمسكهم القوي بالهوية الجنوبية، ونبذهم لكافة المشاريع التي تهدد وحدة الصف الجنوبي.
التفاعل الجماهيري ودعوات الحضور: على منصات التواصل الاجتماعي، تفاعل أبناء حضرموت والجنوب بشكل واسع مع هذه المناسبة، مؤكدين أن النصر ليس مجرد ذكرى، بل هو امتداد لإرادة شعبية ترفض العبث بمصير المنطقة. فقد أكد الناشطون السياسيون عبر منصات التواصل الاجتماعي على أهمية المشاركة في الفعالية، مشيرين إلى أن هذه الفعالية تشكل نقطة انطلاق حاسمة نحو ترسيخ السيادة الحضرميّة.
النخبة الحضرمية: خيار استراتيجي في مسار الاستقرار: ينظر كثير من الناشطين إلى قوات النخبة الحضرمية على أنها لا تمثل مجرد قوة أمنية، بل هي خيار استراتيجي يملي ضرورة وجودها لتحقيق استقرار طويل الأمد في حضرموت. من خلال هذه الفعالية، يبعث أبناء حضرموت رسالةً واضحة تدعو إلى تمكين هذه القوات لمواصلة دورها في تأمين المنطقة.
ختاماً: نحو ترسيخ السيادة الوطنية في ظل التحديات القادمة: مع تصاعد الضغوط الخارجية والتحديات الداخلية، يبقى الشعب الحضرمي على العهد في أن يظل حائط صدّ في وجه أي محاولات للمساس بوحدته أو هويته. إن فعالية “حضرموت أولاً” تمثل بداية جديدة نحو إعادة صياغة مستقبل حضرموت المستقل، وذلك ضمن سياق أوسع يستهدف بناء دولة اتحادية مستقلة على أساس من السيادة الوطنية الكاملة.
الختام: إن ذكرى تحرير حضرموت في 24 أبريل ليست فقط لحظة تاريخية، بل نقطة انطلاق نحو استعادة الحقوق الشعبية وتأكيد السيادة الوطنية في ظل مرحلة حاسمة من تاريخ المنطقة. حضرموت ستظل قلب الجنوب النابض، وركيزة أساسية لبناء مستقبل الدولة الفيدرالية المنشودة، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية أو محاولات للهيمنة.