عملة مُحتضرة وشعب يُكابد وحكومة مشغولة بالصراعات الجانبية.. أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني
الأحقاف نت

هوت العملة الوطنية، الريال اليمني، إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخها، مسجلةً انهيارًا مدويًا أمام العملات الأجنبية الرئيسية، السعودي والدولار، في مؤشر ينذر بكارثة اقتصادية وإنسانية وشيكة تُضاف إلى الأوجاع التي تثقل كاهل المواطنين.
فقد لامس سعر صرف الريال اليمني أمام الريال السعودي قاعًا جديدًا، حيث بلغ سعر البيع 641 ريالًا والشرء 640 ريالًا، في حين تجاوز الدولار الأمريكي حاجز الـ 2445 ريالًا للبيع و 2435 ريالًا للشراء، في تدهور متسارع يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وتآكل القدرة الشرائية للمواطنين بشكل غير مسبوق.
ويأتي هذا الانهيار المريع في قيمة العملة الوطنية في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي تشهدها البلاد، وتفاقم الصراع وتداعياته المدمرة على البنية التحتية والاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى غياب أي إجراءات أو حلول جذرية وفاعلة من قبل الجهات المعنية لوقف هذا النزيف الحاد في قيمة الريال.
وعبر خبراء اقتصاديون ومواطنون عن قلقهم البالغ إزاء هذه المستويات الكارثية التي وصل إليها سعر صرف الريال، محذرين من تداعياتها الوخيمة على أسعار السلع الأساسية والخدمات، والتي ستشهد ارتفاعًا جنونيًا سيجعل الحصول عليها ضربًا من المستحيل بالنسبة لشريحة واسعة من السكان الذين يعانون أصلًا من أوضاع معيشية قاسية.
وطالب مراقبون بضرورة تدخل عاجل وحاسم من قبل الحكومة والجهات الاقتصادية المعنية لتبني سياسات وإجراءات فعالة تهدف إلى استعادة الثقة في العملة الوطنية وكبح جماح هذا التدهور المتسارع، قبل أن تصل الأوضاع إلى نقطة اللاعودة وتنزلق البلاد إلى كارثة اقتصادية وإنسانية شاملة.
ويُعد هذا الانهيار التاريخي في قيمة الريال اليمني بمثابة ناقوس خطر يدق بقوة، مؤكدًا على الحاجة الملحة إلى تحرك جاد ومسؤول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والحد من معاناة المواطنين الذين باتوا يكابدون ويلات حرب طاحنة وأزمة اقتصادية خانقة تهدد حياتهم ومستقبلهم.