صرخة احتجاجية داخل مايكروسوفت: كيف تسهم الشركة في دعم آلة الحرب الإسرائيلية في غزة؟

الأحقاف نت / خاص / 8 أبريل 2026م
في يومٍ كان من المفترض أن يكون احتفالاً بمرور 50 عامًا على تأسيس شركة “مايكروسوفت” الأمريكية، تحول الحدث إلى مشهد غير متوقع، حيث قاطعت المهندسة ابتهال أبو السعد، وهي موظفة مغربية تعمل ضمن فريق الذكاء الاصطناعي في الشركة، الفعالية ووجهت اتهامًا خطيرًا للعملاق التكنولوجي. في لحظة صادمة، توجهت ابتهال نحو المدير التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان، وقالت له أمام حشد من الحضور: “عار عليك”.
بصوت عالٍ، أطلقت ابتهال صرخة احتجاجية قالت فيها: “تزعمون استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل الخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة ذكاء اصطناعي للجيش الإسرائيلي. 50 ألف إنسان قتلوا، ومايكروسوفت تساهم في الإبادة الجماعية في منطقتنا”. هذه الكلمات التي حملت في طياتها اتهامًا مباشرًا للشركة بأنها تُسهم في جرائم الحرب التي تُرتكب في غزة، أحدثت حالة من الارتباك في أوساط الحضور، حيث كان البعض لا يزال يحتفل بالمناسبة، بينما كان البعض الآخر في صدمة مما يحدث أمام أعينهم.
مايكروسوفت، التي لطالما سعت إلى تقديم نفسها كداعم للتكنولوجيا من أجل الخير والابتكار، وجدت نفسها فجأة في قلب عاصفة من الانتقادات الحادة. فقد انتقدت ابتهال مايكروسوفت بسبب بيع تقنيات الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي، وهي خطوة اعتبرتها جزءًا من المشاركة في آلة القتل والدمار التي تستهدف المدنيين في غزة. وتابعت ابتهال احتجاجها قائلة: “أنتم تجار حروب، أوقفوا استخدام الذكاء الاصطناعي لارتكاب الإبادة في منطقتنا”.
في تلك اللحظات، حاولت إحدى المنظمات التابعة للشركة إخراج ابتهال من الفعالية، بينما تدخل الأمن سريعًا لإبعادها. في تلك اللحظة، حاول مصطفى سليمان، المدير التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي، تهدئة الموقف بابتسامة محرجة، لكنه لم يتمكن من إخفاء التوتر الذي أصاب الحضور. وعلى الرغم من محاولات إيقافها، استمرت ابتهال في صرخاتها: “الدم على أيديكم، أيدي كل مايكروسوفت، كيف تجرؤون على الاحتفال.. عار عليكم”. كانت كلماتها تُعبر عن غضب شعبي وموظفي مايكروسوفت الذين بدأوا يشككون في دور شركتهم في دعم الصراع.
وبعد هذه الحادثة، لم تكن ابتهال أبو السعد الموظفة الوحيدة التي أعربت عن احتجاجها على دور الشركة في الصراع الدائر في غزة. في وقت لاحق من الفعالية، قاطعت الموظفة فانيا أغراوال فقرة كان يحضرها الرئيس التنفيذي السابق بيل غيتس، والرئيس التنفيذي السابق ستيف بالمر، والرئيس التنفيذي الحالي ساتيا ناديلا. وهو ما يعكس تصاعد الاحتجاجات الداخلية في الشركة ضد دعم مايكروسوفت لإسرائيل.
تأتي هذه الاحتجاجات في وقت حساس بالنسبة لمايكروسوفت، حيث يتزايد القلق بين موظفي الشركة حول دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم آلة الحرب الإسرائيلية. وقد أطلقت مجموعة من الموظفين حملة تحت شعار “No Azure for Apartheid”، حيث يرفضون تقديم خدمات مايكروسوفت للجيش الإسرائيلي. هذه الحملة تعكس النزاع المتصاعد داخل الشركة بين أولئك الذين يرون أن تقنياتهم يجب أن تُستخدم فقط من أجل الخير، وأولئك الذين يرون في استخدام هذه التقنيات في دعم الحروب والاحتلالات أمرًا غير مقبول.
إن هذه الصرخة التي أطلقتها ابتهال أبو السعد داخل مايكروسوفت، ليست مجرد حادثة فردية، بل هي جزء من حركة أوسع تنبئ بتصاعد الوعي بين موظفي التكنولوجيا حول دور شركاتهم في الحروب والصراعات العالمية. ومع تصاعد الاحتجاجات الداخلية ضد دعم مايكروسوفت لإسرائيل، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت الشركة ستتخذ إجراءات للتراجع عن موقفها، أم ستظل تدافع عن شراكتها مع الجيش الإسرائيلي في سياق تقنيات الذكاء الاصطناعي.