اليهودي جورج سوروس يمول الحوثيين: هل يخطط الغرب لإغراق اليمن في الفوضى؟

الأحقاف نت / تقرير خاص / 7 أبريل 2025م

منذ عام 2016، كشف رصد دقيق للتمويلات المقدمة من قبل الملياردير اليهودي جورج سوروس عبر منظمته Open Society Foundations، عن شبكة من المنظمات التي تعمل على تقديم الدعم المالي للمؤسسات في اليمن. هذه التمويلات الموجهة من سوروس، لا تقتصر على تقديم مساعدات إنسانية، بل تثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء هذه الأموال، خاصة في وقت تعاني فيه اليمن من أزمة إنسانية وسياسية عميقة. بين هذه المنظمات، هناك مؤسسات مشبوهة ومعروفة بعلاقتها الوثيقة بمليشيا الحوثي، مثل “مؤسسة مواطنة” لرضية المتوكل، و “مركز صنعاء للدراسات” الذي يديره كل من ماجد المذحجي وفارع المسلمي، بالإضافة إلى “تشاتام هاوس” البريطاني الذي يتلقى دعمًا سنويًا يصل إلى مليون دولار، ويعمل فيه فارع المسلمي كباحث رئيسي.

هذه التمويلات السنوية التي تتراوح بين 200 ألف دولار لكل من “مركز صنعاء” و”مؤسسة مواطنة” وعشرة أضعاف ذلك لمؤسسة “تشاتام هاوس”، تثير العديد من التساؤلات حول الأجندات السياسية الكامنة وراء دعم هذه المؤسسات التي تُتهم بعرقلة أي جهود دولية تُستهدف مليشيا الحوثي. فعلى الرغم من الادعاءات المتكررة بأن هذه المنظمات تروج للسلام، إلا أن الحقائق تشير إلى عكس ذلك. على أرض الواقع، تُستخدم هذه الأموال بشكل استراتيجي لتجميل صورة الحوثيين في الخارج، بينما هم في الداخل يواصلون تقويض استقرار اليمن من خلال سياساتهم العدوانية والإرهابية.

لم يعد الأمر محصورًا في مجرد مساعدة إنسانية أو دعم أكاديمي، بل أصبح جزءًا من استراتيجية أكبر لتوسيع النفوذ الحوثي على الساحة الدولية. عبر التمويلات الغربية، يسعى الحوثيون إلى بناء صورة مغايرة لأنفسهم، تُظهرهم كممثلين عن الشعب اليمني بينما هم في الحقيقة لا يمثلون سوى مصالحهم الخاصة على حساب دماء الأبرياء واستقرار البلاد. بينما يحارب اليمنيون في جبهات متعددة من أجل استعادة وطنهم، نجد أن هذه الأموال تتسرب إلى يد المليشيات لتثبيت أقدامهم في السلطة، ما يعزز تواجدهم ويعوق أي محاولات لإحلال السلام في المنطقة.

الآراء المستنكرة لا تقتصر على اليمنيين فقط، بل تشمل المجتمع الدولي الذي يرى في هذه التمويلات محاولة لتقويض الشرعية اليمنية وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها. في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على المليشيا الحوثية وعرقلة مشاريعهم التوسعية، يجدون في هذه المنظمات داعمًا قويًا على المستوى الإعلامي والسياسي، ليظل الحوثيون في مشهدهم كطرف “مفاوض” معترف به دوليًا. هذه الاستراتيجية السردية تساهم في خلق صورة وردية عن الحوثيين في الخارج، بينما يتجاهل العالم الحقائق على الأرض، ويُغض الطرف عن جرائمهم المستمرة ضد المدنيين والبنية التحتية للبلاد.

في الوقت الذي يئن فيه الشعب اليمني من ويلات الحرب، تصبح هذه التمويلات بمثابة مسار خفي يمد الحوثيين بالقوة للقتال لأجل استمرار الهيمنة، بدلاً من دعم الحلول السلمية التي تعود بالنفع على اليمنيين كافة. وبالرغم من أن الدول الغربية تدعي أنها تقدم هذه الأموال لدعم مشاريع إنسانية، فإنها قد تساهم في تمويل أنشطة جماعات تواصل تحدي جهود السلام وتفاقم الوضع الأمني.

التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة: ما هي الأهداف الحقيقية وراء استمرار هذه التمويلات الموجهة إلى مؤسسات ثبت علاقتها بالحوثيين؟ هل هو دعم لعملية السلام أم دعم لتقوية جماعة مسلحة تهدد أمن المنطقة بأسرها؟ بينما تزداد الفوضى في اليمن، وتستمر معاناة الشعب، يظل الجواب غير واضح، ليبقى السؤال الأهم: هل سيظل العالم يغض الطرف عن هذه التمويلات المشبوهة، أم أن هناك من سيتحمل مسؤولية الكشف عن الأهداف الحقيقية وراءها؟

التمويلات المقدمة من سوروس، والتي تُستخدم لصالح جماعات مرتبطة بالحوثيين، تثير تساؤلات حول دور الغرب في تأجيج النزاع في اليمن. هل الهدف هو دعم الاستقرار فعلاً، أم أن هناك أجندات خفية تقف وراء هذا التمويل؟ وما هو تأثير هذا الدعم على مستقبل اليمن والمنطقة ككل؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى