المهرة بوابة اليمن الشرقية

الأحقاف نت / تقرير خاص/ 15 نوفمبر 2024م

مقدمة

المهرة هي المحافظة اليمنية الأكثر جمالاً فكل زاوية ومكان فيها يخبرك عن تاريخ وأصالة وعراقة متجذرة إلى أعماق التاريخ لما تحمله من موقع يتوسط جنوب الجزيرة العربية وكأحد مراكز الحكم التي استخدمت منذ عرف الأنسان نُظم الحكم من خلال الدول المتعاقبة في العصر الحميري وما تلاها وصولاً إلى التاريخ الإسلامي تعد محافظة المهرة واحدة من أروع وأهم المحافظات اليمنية، إذ تتميز بموقعها الجغرافي الفريد وتاريخها العريق وثقافتها المتنوعة، ما يجعلها محط اهتمام العديد من الباحثين والمستثمرين والمخططين التنمويين.

تزخر محافظة المهرة شرق اليمن بمعالم تاريخية وأثرية ما بين مساجد وقصور وقلاع وموانئ يُقال إن بعضها يرجع إلى العصر الحديدي (1200-300 قبل الميلاد) غير أن هذه المعالم تعاني الإهمال والنهب والكوارث الطبيعية.

تتمتع المهرة بموقع جغرافي متميز، إذ تتوسط حدود اليمن مع سلطنة عُمان والسعودية، وتشرف على ممر بحري دولي، وبها شريط ساحلي يمتد حوالي 560 كيلومترا. وكل هذه عوامل أدت إلى قيام حضارات متعاقبة على مدى التاريخ في المحافظة
تقع محافظة المهرة بالجزء الشرقي من الجمهورية اليمنية وتبعد عن صنعاء مسافة 1318كم وتتصل المحافظة بصحراء الربع الخالي من الشمال، محافظة حضرموت من الغرب، البحر العربي من الجنوب، سلطنة عمان من الشرق.

محافظة المهرة

تقع محافظة المهرة في أقصى شرق الجمهورية اليمنية على امتداد الأرض الموازية للبحر العربي الممتدة شرقا حتى الحدود الدولية مع سلطنة عمان، وشمالا حتى صحراء الربع الخالي وغربا حتى وادي المسيلة بمحافظة حضرموت

وتبعد عن العاصمة بحدود 1318 كيلومترا، ويشكل سكانها ما نسبته 0.5% من إجمالي سكان اليمن، ولذلك فهي تعد أقل المحافظات من حيث عدد السكان، لكنها تعد ثاني أكبر المحافظات اليمنية بعد حضرموت، وتعادل مساحتها مساحة دول
عاصمة المحافظة هي مدينة الغيضة التي تبعد عن عاصمت أقرب محافظه لها المكلا 522 كيلومترا، وفيها يقع الميناء الجوي، ويعد ميناء “نشطون” من أهم موانئ المحافظة.

أصل اسم كلمة المهرة

تعود تسمية المهرة بهذا الاسم إلى (مهرة بن حيدان بن عمرو بن لحاف بن قضاعة ابن عمرو بن مرة بن يزيد بن مالك بن حمير بن سبأ) بحسب مؤرخين وهم من العرب القحطانية حسب المصادر التاريخية وأخبار الانساب.

الموقع الجغرافي

محافظة المهرة هي إحدى المحافظات الواقعة في أقصى شرق الجمهورية اليمنية، وتعد من المحافظات الحدودية التي تتمتع بموقع استراتيجي مهم على البحر العربي، حيث تقع مع سلطنة عمان من الشرق ومحافظة حضرموت من الغرب. تتمتع المهرة بموقع جغرافي متنوع، يتراوح بين السواحل البحرية الواس.

التقسيم الاداري

تتكون محافظه المهرة من 9 مديريات فيما تشكل الغيضة مركز المحافظة وقلبها النابض تنقسم المهرة إلى تسع مديريات 6 منها ساحلية تطل على بحر العرب وهي الغيضة وحوف وحصوين وقشن وسيحوت والمسيلة وثلاث مديريات صحراوية وهي حات الاكبر مساحه في المحافظة وشحن ومنعر.

التضاريس

تنقسم تضاريس أراضي محافظة المهرة إلى ثلاثة أقسام هي: – السهل الساحلي الجنوبي – الهضبة الجبلية الوسطى – الصحراء الشمالية.

السهل الساحلي الجنوبي

ويشمل الشريط الساحلي المتعرج والممتد من حدود المحافظة مع محافظة حضرموت من الغرب، وشرقاً حتى حدود سلطنة عمان الشقيقة، ويبـلـغ طـوله حوالي (375كم) وهو ينحصر من الشمال بسلسلة جبال الهضبة ووديانها ، ويصل أعلى ارتفاع لـه عـن مستوى سطح البحر نـحو (250متراً) ، وتنتشر عليه معظم المدن الرئيسية بما فيها المركز الإداري للمحافظة ـ مدينة الغيضة – لذلك يعيش فيه أكثر سكان المحافظة.

الهضبة الجبلية الوسطى

تعتبر الهضبة جزءاً من الهضبة الجبلية الممتدة من شمال عدن حتى شرق محافظة المهرة، وتتكون من سلاسل جبلية تتخللها الوديان والروافد، وأشهر جبال هذه المحافظة، جبل الحبشية، وجبل الغرت، وسلسلة جبال بني كشيت، وجبل الفك ومرارة، وشرقاً حتى سلسلة جبال القمر.

والسلسلة الجبلية يتخللها العديد من الوديان التي تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول (وتصب جنوباً إلى ساحل البحر العربي) : أهم وأكبر أوديـة المحافظـة تبدأ من الغرب ومنها وادي المسيلة الذي يعتبر الامتداد الجنوبي الشرقي لوادي حضرموت وتصب فيه الكثير من الروافد الشمالية الشرقية ، والجنوبية الغربية.

القسم الثاني (وتصب شمالاً إلى صحراء الربع الخالي ) : يوجد في هذا القسم الكثير من الوديان ، وهي – من الغرب إلى الشرق – وادي المناهيل ووادي أرمة ، وهما الواديان اللذان تتجمع مياههما من سلسلة جبل بن كشيت الشمالية – فوادي ضحية ووادي تهوف – وهما الواديان اللذان تتجمع إليهما مياه جبل بن كشيت الشمالية – ويلتقيان جنوب سناو وتصب في الربع الخالي في خليف مسيفة – ثم واديي مراخية وعربة – وهما اللذان تتجمع إليهما مياه جبل بن كشيت الشمالية ويصبان في الربع الخالي في طوق شحر – ثم وادي رخوة ووادي شعيت ووادي ميتن ووادي شحت – وتصب هذه الأودية شمالاً في الربع الخالي.

الصحراء الشمالية

وهي عبارة عن صحراء مترامية الأطراف وهي الجزء الجنوبي الشرقي من صحراء الربع الخالي، وتضم عروق الموارد، ورملة أم غارب، ورملة عيوة، وبنـي معارض وخليف وعلين، وخليف مسيفة، وطوق شحر، وعدد كبير من العروق مثل عروق الخراخير، وعروق ضحية، وعروق ابن حمودة، ومعظم قاطنيها من البدو الرحل.

تاريخ المهرة

في العصور القديمة، كانت المهرة جزءًا من الممالك العربية الجنوبية التي نشأت في اليمن، مثل مملكة سبأ، وحضرموت، ومعين.

كانت هذه الممالك تشتهر بتطورها في الزراعة والتجارة وعمارة المدن، وقد شهدت المنطقة تأثيرًا متبادلًا بين الحضارات اليمنية القديمة وحضارات البحر الأحمر والمحيط الهندي في فترة حكم مملكة سبأ (حوالي 1000 قبل الميلاد – 275 ميلادي)، كانت المهرة جزءًا من مناطق نفوذ هذه المملكة التي كانت تسيطر على معظم جنوب الجزيرة العربية.

وكان السبئيون يعتمدون على طرق التجارة البحرية عبر سواحل المهرة، حيث كانت السفن التجارية تبحر من ميناء عدن إلى الهند وشرق أفريقيا
عندما تراجع نفوذ مملكة سبأ، بسطت مملكة حمير (275-525م) سلطتها على المهرة. وفي هذه الفترة، بدأت المنطقة تتأثر بشكل أكبر بالثقافة الحميرية، التي كانت تروج للديانات والمعتقدات المحلية.

البيئة الاقتصادية

تعد محافظة المهرة واحدة من أبرز المناطق اليمنية من الناحية الجغرافية والاقتصادية، إذ تتمتع بموقع استراتيجي متميز في أقصى شرق اليمن، على الحدود مع سلطنة عمان، وهو ما يساهم في خلق فرص اقتصادية واعدة على مستوى التجارة والنقل والتبادل الثقافي. تقع المهرة في موقع فاصل بين البحر العربي والصحراء، وهي تتمتع بتاريخ طويل من الأنشطة الاقتصادية التقليدية التي يعتمد عليها سكانها، وذلك من خلال عوامل البنية التحتية الاقتصادية.

ميناء نشطون

يعد ميناء نشطون من أبرز الموانئ في محافظة المهرة، ويقع في منطقة نشطون بالقرب من مدينة الغيضة، عاصمة المحافظة.

يتمتع الميناء بموقع جغرافي مميز، حيث يطل على بحر العرب، مما يجعله نقطة استراتيجية للتجارة البحرية بين اليمن والدول الأخرى.

يعتبر هذا الميناء من أهم المنافذ البحرية لليمن في تلك المنطقة، ويستخدم لتصدير النفط الخام والمنتجات الزراعية المحلية مثل الحبوب والفواكه.

ميناء الغيظه

ميناء الغيضة هو ميناء تجاري مهم آخر في محافظة المهرة ويقع في مدينة الغيضة، عاصمة المحافظة.

يعتبر الميناء من أهم الموانئ في المنطقة الشرقية، وهو يشهد حركة تجارية نشطة بما في ذلك استيراد وتصدير السلع والبضائع المختلفة.

ميناء قشن

يعد ميناء قشن أحد الموانئ القديمة في محافظة المهرة، ويستخدم بشكل رئيسي في نقل السلع والبضائع إلى الداخل اليمني ودول أخرى في المنطقة.

يتميز موقعه بالقرب من الحدود مع سلطنة عمان، مما يعزز من دوره كميناء إقليمي للتجارة.

البيئة الاجتماعية

تعد البيئة الاجتماعية في محافظة المهرة، واحدة من البيئات الفريدة التي تجمع بين موروثات تاريخية وثقافية غنية وتنوع اجتماعي مميز. إذ تعكس هذه البيئة واقع المجتمع المحلي الذي يتسم بالترابط والتعاون، مما يسهم في الحفاظ على استقرار المجتمع وتنميته.

والطبقات الاجتماعية في المهرة، تتميز بتنوع ثقافي واجتماعي، يتشكل عبر تداخل العادات والتقاليد العمانية واليمنية.

وتنقسم الى طبقات وهي:

الطبقة العليا
تتكون الطبقة العليا في المهرة من شيوخ القبائل والعائلات الكبيرة ذات النفوذ التاريخي والسياسي. يُعتبر شيوخ القبائل هم الأقوياء في المحافظة، حيث يمتلكون السلطة التقليدية ويُستشارون في القرارات الهامة.

الطبقة الوسطى
تشمل هذه الطبقة مجموعة من التجار، المهنيين، والموظفين الحكوميين الذين يعملون في قطاعات التعليم والصحة والإدارة. في ظل الاقتصاد المحلي الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة عبر ميناء نشط في المحافظة والتبادل التجاري مع سلطنة عمان، تعد الطبقة الوسطى أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد المحلي.

الطبقة الفقيرة
تتألف هذه الطبقة من المزارعين، العمال اليدويين، وبعض أفراد القبائل التي لا تتمتع بنفوذ سياسي أو اقتصادي. يعتمد جزء كبير منهم على الزراعة التقليدية، خاصة في المناطق الريفية التي تكثر فيها زراعة التمور والخضروات.

الطبقة الريفية
تعتمد الطبقة الريفية في المهرة على الزراعة ورعي الحيوانات كوسيلة رئيسية للعيش. ويعيش هؤلاء في القرى الصغيرة والبدوية التي لا تزال تحتفظ بالكثير من العادات والتقاليد القبلية القديمة.

الطبقة العاملة
تشمل هذه الطبقة العمال في الموانئ والمصانع الصغيرة والقطاعات الخدمية مثل السياحة . في السنوات الأخيرة، مع الاهتمام بتطوير السياحة في المهرة، خاصة المناطق الساحلية، بدأ بعض سكان المهرة بالعمل في القطاع السياحي، سواء كدليلين سياحيين أو عمال في الفنادق والمطاعم.

البيئة السياسية

يُطلق على محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن، نظراً لوقوعها في أقصى الجزء الشرقي من الجمهورية اليمنية، حيث تجاورها سلطنة عُمان شرقاً، وتتصل المحافظة بصحراء الربع الخالي من الشمال، ومحافظة حضرموت من الغرب، والبحر العربي من الجنوب.

أبرز الكيانات المؤثرة في المهرة

الحراك الجنوبي
تأسس الحراك الجنوبي مطلع عام 2007ليؤطر ويجمع عددا من الحركات والقوى والشخصيات المطالبة بانفصال الجنوب، وفك الارتباط بين شطري اليمن بعد 14عاما من الوحدة التي أعلنت يوم 22 مايو 1990بعد مفاوضات طويلة لم يتشكل الحراك الجنوبي على أساس فكري أو أيديولوجي، بل انطلقت مكوناته من اعتبارات قبلية سياسية واجتماعية واقتصادية.

المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى
تأسس المجلس في العام 2012م، ويجمع مختلف الأطياف القبلية والاجتماعية والسياسية والعسكرية في المهرة، ولديه العديد من الدوائر ضمن تشكيلته الداخلية، ولديه فروع في مديريات المهرة وسقطرى.

المجلس الانتقالي الجنوبي
تم تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في 4 مايو 2017 برئاسة عيدروس الزبيدي، ويمثل المجلس شعب الجنوب العربي (جنوب اليمن) على المستويين الإقليمي والدولي، ويسعى لتحقيق مصالحه وتطلعاته في الوصول إلى استعادة دولته الجنوبية المستقلة، والتي كانت دولة ذات سيادة حتى العام 21/ 5/ 1990م وتسمى (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).

ويمتلك المجلس انتشار وتأثير واسعين في مختلف مناطق الجنوب منذ تأسيسه نظرا لأنه وجد وفقا لإرادة ورغبة شعبية كبيرة، وذلك بعد أن قام الرئيس هادي بإقالة مجموعة من المحافظين والوزراء الجنوبيين من مناصبهم في نهاية أبريل2017 – بسبب مواقفهم الداعمة للحقوق السياسية لشعب الجنوب – فخرج مئات آلاف الجنوبيين للاحتجاج على هذه القرارات، وفي المظاهرة الحاشدة في 4 مايو 2017 (إعلان عدن التاريخي) فوّض المتظاهرون محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي بتشكيل قيادة تمثل الشعب الجنوبي أمام الأقاليم والعالم وتسعى إلى تحقيق تطلعاته في لاستقلال واستعادة دولته.

القبائل
تعتبر القبيلة في المهرة أبرز كيان اجتماعي، ولا تزال محافظة على قوتها وتماسكها وأعرافها، ولها سلطة قوية على أفرادها الملزمين بالتبعية للقبيلة، والالتفاف معها، والتقيد بتوجهاتها.

اللجنة المنظمة لاعتصام أبناء المهرة السلمي
تشكلت هذه اللجنة في العام 2018م كجهة مسؤولة عن تنظيم وإدارة الاعتصامات حسب قولها المناهضة لتواجد قوات التحالف وبالأخص المملكة العربية السعودية في المهرة، وفساد السلطة المحلية في المحافظة، وتضم في تشكيلتها العديد من الدوائر الداخلية الموزعة وفقا للمهام والوظائف التي تضطلع بها اللجنه.

القوات العسكرية

تتبع محافظة المهرة عسكرياً المنطقة العسكرية الثانية ومقرها مدينة المكلا عاصمة حضرموت بالإضافة إلى محافظة سقطرى حيث تنتشر في محافظة المهرة ألوية عسكرية عديدة، منها: اللواء 123 مشاة، في مديرية حات، واللواء 137 ميكا، في مديرية الغيضة ومحور الغيضة جميع هذه الألوية يسيطر عليها قيادات عسكرية شمالية، لهم ارتباط بجماعة الاخوان المسلمين وكذألك تدين بالولاء للجماعات الحوثية.

النظام البيئي

تتعرض البيئة في محافظة المهرة، للتدهور المستمر والتدمير المباشر، نتيجة أنشطة البشر وتوسعهم العمراني، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي نتج عنها أعاصير مدمرة خلال السنوات الماضية.

الخلاصة

ان الواقع السياسي والاقتصادي في اليمن يعيش في حاله من التخبط والغموض وقد قال الكثير من المفكرين والمحللين السياسيين ان واقع النظام السياسي والبيئة الاقتصادية اليمنية تعتبر الأكثر تعقيدا بين دول الشرق الأوسط بسبب انتشار السلاح وهيمنه القبيلة على السلطة والتدخلات الخارجية والمفارقات في العملة وانقسام السلطة الحاكمة في الجهورية واستيلاء المليشيات المسلحة على مفاصل الدولة .

على الرغم من أن محافظة المهرة لم تشهد الكثير من الاقتتال المستمر مثل المحافظات الأخرى إلا أنها حتماً شعرت بآثار الصراع، فقد أدت القيود المفروضة على الواردات وأزمة العملة إلى إضعاف قدرة السكان على تلبية احتياجاتهم الأساسية الا ان السلطة المحلية في المهرة تمكنت من تقديم الخدمات لأفرادها، حيث إن إشراك ودعم القدرات المحلية أثبت قدرته على تحقيق نجاح الإدارة محلياً، ويطالب المهريون بضرورة تمتع السلطات المحلية بمزيد من الاستقلالية في قراراتها، بغض النظر عن النتيجة المحتملة للنزاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى