الاشتباكات تتواصل في العاصمة السودانية ومناطق أخرى
الخرطوم / BBC عربية:
تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاثنين في عدة مناطق في العاصمة الخرطوم.
وأفاد شهود عيان بتحليق طائرات حربية تابعة للجيش في مناطق بجنوب الخرطوم، مشيرين إلى سماعهم دوي انفجارات في منطقتي الصحافة وجبرة.
وقال سكان في مدينة أم درمان، إن اشتباكات عنيفة وقعت بين عناصر من الدعم السريع والجيش، في مناطق أبو روف والمهندسين والفتيحاب.
وكانت مصادر عسكرية قالت لبي بي سي مساء أمس الأحد، إن قوات الجيش قصفت بالطيران، مقر القصر الجمهوري في الخرطوم.
وأشارت المصادر إلى أن القصف استهدف مجموعة من عناصر قوات الدعم السريع، التي ظلت متمركزة داخل القصر طوال الفترة الماضية.
وفي حين لم تؤكد المصادر وقوع خسائر في أوساط قوات الدعم السريع جراء القصف، أفاد شهود عيان بأنهم رصدوا أعمدة دخان متصاعدة في سماء المنطقة.
وتقول قوات الدعم السريع، إنها تسيطر على القصر الجمهوري منذ اندلاع القتال مع الجيش في إبريل/ نيسان الماضي، وتنفي أن تكون قوات الجيش قد استعادت السيطرة على مقر المخابرات الوطني ومطار الخرطوم.
ونشرت قوات الدعم السريع مقطعاً مصوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت إنه يؤكد سيطرتها على هذه المواقع.
أفادت وسائل إعلام رسمية، الاثنين، أن الأمطار الغزيرة دمرت أكثر من 450 منزلاً شمال السودان، مما يؤكد المخاوف التي أعربت عنها منظمات الإغاثة من أن موسم الأمطار سيؤدي إلى تفاقم مشاكل البلاد التي مزقتها الحرب.
وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، إن تغير أنماط الطقس أدى إلى هطول أمطار غزيرة على الولاية الشمالية شمال البلاد، مما ألحق أضراراً بـ464 منزلاً كحد أدنى.
ووصفت المنطقة الشاسعة المتاخمة لمصر وليبيا بأنها “منطقة صحراوية نادراً ما كانت تهطل فيها الأمطار في الماضي لكنها تشهد أمطاراً مدمرة في السنوات الخمس الماضية”.
وتأتي هذه المأساة، بعد قرابة أربعة أشهر من الحرب الوحشية بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي دمرت البنية التحتية وأغرقت الملايين في الجوع.
ويحذر مسعفون ومجموعات إغاثة منذ أشهر، من أن موسم الأمطار في السودان، الذي بدأ في يونيو/حزيران، قد يتسبب في كارثة لملايين آخرين، مما يزيد من مخاطر سوء التغذية والأمراض المنقولة بواسطة النواقل بالإضافة الى النزوح في جميع أنحاء البلاد.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تم بالفعل الإبلاغ عن تفشي للكوليرا والحصبة في أجزاء من البلاد كان من المستحيل تقريباً وصول بعثات الإغاثة إليها.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 80 في المئة من مستشفيات السودان لم تعد تعمل، في حين أن المرافق الصحية القليلة المتبقية غالباً ما تتعرض للنيران وتكافح من أجل توفير الرعاية.
وتسبب الصراع، الذي اندلع في العاصمة الخرطوم في 15 أبريل/نيسان، في نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص داخلياً والعديد منهم في حاجة ماسة إلى المساعدة، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.
وأضافت أن قرابة مليون آخرين فروا عبر الحدود بحثاً عن الأمان.
وتشكو مجموعات الإغاثة مراراً وتكراراً من التحديات الأمنية والعقبات البيروقراطية والهجمات المستهدفة التي تمنعها من تقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها.
وفيما يستمر القتال في السودان، تتواصل الجهود الديبلوماسية في الدول المجاورة لإيجاد حل.
وقال وزير الخارجية المصرية سامح شكري، إن جهود وقف إطلاق النار لا تزال متعثرة، مشيراً إلى وجود ضبابية في مسار العملية السياسية في السودان المتوقفة منذ أشهر وكذلك بخصوص عملية سياسية جديدة شاملة نابعة من الشعب السوداني وتطرح حلولاً داخلية، بحسب تعبيره.
وأضاف في كلمته خلال اجتماع الآلية الوزارية لدول جوار السودان في العاصمة التشادية نجامينا، إن الاجتماع يأتي في توقيت بالغ الحساسية في ظل تعثر جهود وقف إطلاق النار، مشيراً إلى تنامي حجم المعاناة الإنسانية للشعب السوداني، وسط شحُ غير مسبوق في المواد الغذائية والدوائية والخدمات الطبية الضرورية ومختلف متطلبات الحياة.
وتابع شكري أنّ الشعب السوداني لم يكن طرفاً في هذه الحرب وأن ملايين السودانيين في الداخل والذين فروا إلى دول الجوار يأملون في أن تكون مبادرة “دول جوار السودان” طوق نجاة، لوضع حد لتلك الحرب المدمرة، بحسب قوله.
كما أكد أن مصر بدأت بخطوات عملية في سبيل تحقيق هدف لم الشمل السوداني لمعالجة جذور الأزمة باستضافة اجتماعات “قوى الحرية والتغيير” في القاهرة.
وكان القادة المجتمعون في القاهرة في قمة “جوار السودان| في 13 يوليو/تموز الماضي، اتفقوا على تشكيل آليه وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار، والتي تعقد اجتماعها الأول في جمهورية تشاد، لوضع خطة عمل تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية.
وتفجر الصراع الحالي في السودان منتصف أبريل/ نيسان المنصرم باشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشلت كل محاولات الوساطة للتوصل الى وقف ممتد لإطلاق النار بين الطرفين منذ ذلك الحين.
وأسفر القتال بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق، قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، عن مقتل أكثر من 3900 شخص، وفقاً لتقدير متحفظ صادر عن مشروع بيانات أحداث ومواقع النزاع المسلح.